روايه كامله بقلم رنا هادي
كده انك تنساها خالص وتتاخر
امير ببرود وهو يتصفح هاتفه
جالى مكالمة شغل وكانت بخصوص المناقصة ومكنش ينفع ما اردش
ليصبح عدى بصوت مرتفع وقد استفزه برود صديقه و اللامبالاة التى بها يا بنى هتشلينى ببرود سبت البنت وانت عارف انها كفيفة و رحت تكلم فى المناقصة لا ومفكرتش اصلا تسأل عليها طب افرد حصلها حاجه
ليلى امير هاتفه باهمال فوق مكتبه وهو ينفخ وجنتيه بضجر وهو يقول هو مفيش سيرة غيرها ولا ايه!
ليتحدث امير بضيق واضح وقد ضجر من ذلك الحديث الذى بغير اهمية له عدى اقفل الموضوع ده لانه مش فارق معايا اصلا
ليكمل باستغراب وهو يرفع حاجبيه ينظر اليه بنظرات متفحصه انت اللى مالك مهتم اوى بيها هو فيه حاجة ولا ايه
ليردف امير باستغراب اختها مين انت
بتكلم عن مين اصلا
ليجيبه عدى وهو يعتدل فى جلسته ويتحدث بصوت هادئ كعادته اختهم اخت سارة مالك اختهم الصغيرة ملك تبقى طالبه
عندى فى الجامعه لفتت نظرى اول ماشوفتها بس ما اهتمت بس
ليصمت قليلا وكأن الحديث وقف بحلقه يغمض عينيه ليكمل امير بهدوء الذى كان يستمع اليه بتركيز وانتباه
زفر عدى الهواء ليكمل بس لما شوفتها فى الحفلة اللى كانت الشركة هنا عملاها
بسبب الترقيات قلبي دق بشكل غريب و ابتسامتى معرفتش اخبيها كنت كنت شبه المراهق اللى اول مرة يشوف حبيبته
ليهمس امير بداخله وهو يرفع حاجبيه باستغراب
حبيبته !!
لم يستمع اليه عدى ليكمل حديثه و لما شوفتها النهاردة قاعدة مع زميل ليها فى كافية الجامعه كنت هتجنن كنت عاوز اروح اخنقه بس مقدرتش وكنت مړعوپ عليها لما لقيتها جاية المستشفي ورجليها ملتويه كنت هتجنن
لينهى حديثه وهو يزفر بتعب ليستمر الصمت بينهم للحظات تخطت الدقائق ليقطع امير ذلك الصمت وهو يتحدث بجدية بنبرة صوته المميزة
اتأكد انك
بتحبيها قبل اى حاجه ولو اتأكدت انها مشاعر حقيقية مش مجرد اعجاب لبنت صغيره روح واتقدملها رسمى واحوزها وعيش حياتك من تانى لازم تخرج من قوقل الماضى اللى انت فيها
لا مش لدرجة دى يا امير حتى لو مشاعر حقيقية مش هقدر اروح واعترفلها مش هقدر أربط حد بيا وانا
ليقاطعه امير وهو ينهر بنبرة صارمة معاتبة
ليه يا عدى هاا قولى ليه ايه اللى ناقصك ليه حابس نفسك فى الماضى ها رد عليا
لم يجيبه عدى بل اخفض رأسه بحزن وضعف ولم تفعل تلك الحركة شئ غير انها أشعلت جنون وڠضب امير ليردف بقوة ونبرة غير قابلة للنقاش
كان يتحدث بعصبية وهو ينظر الى عدى الذى كان يخفض رأسه بحزن وعندما انهى امير حديثه نزلت دمعه واحدة من عين عدى ليرفع يده يزيلها بسرعه حتى لا يراها امير لكنه لاحظها ليزفر بضيق وهو يتجه اليه يسحبه ليقف امامه وياخذه فى عناق اخوى يربت على ظهره ليتحدث عدى وهو يقول بتعب
انا تعبان يا امير والله تعبان بس انت عارف انه
ليقاطعه امير بهدوء وهو يبعده عنه يضع يده على كتف صديقه خلاص يا عدى حقك عليا يا صاحبى سبيها بظروفها واللى عاوزه ربنا هيكون
ليوما عدى براسه وهو يميل يأخذ مفاتيحه من الطاولة ويردف بنبرة هادئه متعبة وهو يتجه الى خارج المكتب
تمام يا امير وانا هروح دلوقتى سلملى على جدو عاصم وتولين
ليخرج بعدها يغلق الباب من خلفه بهدوء لينظر الى الباب الذى خرج منه صديقه وهو يفكر بياس فى صديقه الذى يدفن نفسه فى قوقعة الماضى
لا أحد يعرف كمية الصراعات التي تخوضها يوميا مع ذاتك لتبدو هادئا أو طبيعيا حتى
فى اليوم التالى
فى احدى شركات الشهاوى
مالك بجديه وبعض الضيق الحمدلله يا فندم المناقصه رست علينا وبنفس السعر اللى حطينه
امير وهو يستغرب ضيق مالك
دى كان لازم تكون لينا بأى شكل من الاشكال المناقصة در هتنقلنا للعالميه بدل ما كونه اكبر شركات فى الشرق الاوسط هنكون من الشركات العالميه
مالك بجديه وثقه
ان شاء الله خير بس حاليا فى حفله شركة SAM هتعملها بمناسبه فرع الاسكندريه
امير بجديه و هو يعلم اهمية حضور تلك الحفلة
لازم الكل يستعد
ليكمل بهدوء مصطنع وهو يتصنع النظر فى احدى الملفات
آنسة سارة عاملة ايه دلوقتى
ليجيبه مالك بضيق وابتسامة مصطنعة على وجهه
بخير الحمدلله وشكرا على توصيلك ليها
لاحظ امير ضيقه لكنه اجابه وهو يتصنع الهدوء
على فطرة ممكن
تجيب اخواتك معاك
ليقاطعه دخول فتاه بأندفاع الى المكتب دون ان تطرق الباب
ميرو حبي
وكادت ان تكمل إلا أنها لاحظت وجوده مع أخيها فأكتسي وجهها بحمره الخجل
وقالت وعيناها تتأمل ارضيه الحجره
اسفه عن اذنكم
كل هذا ومالك ينظر اليها وقد تذكر أنها تلك الفتاه التى حدثته فى حديقة المشفى ونفسها التى كانت تداعب
الطفل
افاق علي خروجها من الغرفه وانتبه لصوت امير يقول
آسف علي الي حصل أختي دايما كدا
مالك وقد سعد كثيرا بأنها اخته وخفي بصعوبه سعادته
لا عادى استأذن انا
امير وهو يعود لمراجعه احدى الملفات التى امامه
اتفضل
خرج مالك وبعد قليل دخلت تولين فنظر إليها امير في حده وقال
عجبك الي عملتيه دا
تولين بأسف ودموع في عينيها
اسفه يا امير مكانش قصدي
قام امير إليها وقال لها بحنان
خلاص متعيطتيش ايه مبتصدقي انا مغلطتش لما قولت
طفله
تولين وهي تمسح دموعها كأطفال أنا مش طفله
امير بضحك على اخته الصغيرة
ماشي يا سيتي قوليلي بقا كنتي عايزه ايه
ابتسمت وقالت بمرح
دايما فاهمني سمعت كده يعنى ان فيه حفله لشركه قريب وانه يعنى انه
امير بخبث وهو يعلم ما تريد ان تصل اليه
كملى انه ايه
تولين بتوتروهى تفرك يدها
ان كل الل بيشتغله فى الشركه هيكونو موجدين وانا عاوزه احضر معاك يعنى و بس و جدو وافق هاا!!
تصنع امير التفكير وهو يقول بمكر
معنديش مانع بس اللى انتى هتروحيه عشانه الحفله مش هيكون موجود
شعرت تولين بالحزن لكنه حاولت اخفائه
يعنى مش هيبقى هنا انا اصلا رايحه اغير جو مش عشان حاجه تانيه
أمير بضحك وهو يعلم بكذبها
يا بنت طب عينك فى عينى كده
تولين بحزن وهى تتجه للخروج من الغرفه
خلاص بقى مش عاوزه حاجه
سحبها امير وهو مازال يضحك لتقف امامه مرة اخرى ليحدثها بهدوء
تعالى بس انتى بتقفشى بسرعه ليه بهزر معاكى هو اولا اساسى انه يجى عشان الافندى رئيس قسم الحسابات فهو المسئول ادام الشركه
تولين بحنق وهى تعقد ذراعيه تحت ا
هو انت على طول قافشنى كده
امير بضحك وهو يطوق كتفيها
بذراعه
يمكن عشان انا اللى مربيكى وكمان فى مفاجأة فى الحفله هتحصل
تولين بحماس وهى تنظر اليه
هى ايه
أنير بحاجب مرفوع
بقول مفاجأة !!
تصنتعت تولين العصبيه وهى تخرج
اووف انا خارجه سلام
امير بحزن مصطنع وينظر الى الباب التى خرجت منه للتو
مصلحجيه جت عشان البأف بتاعها
ليكمل وهو يحدث نفسه ويعود مرة اخرى للجلوس على مقعده
الله يسامحك يا مالك مش عارف معجبين بيه على ايه عشان يعنى شعر اصفر وعيون خضره والله لولا تولين كنت طردته من الشركه من ساعة ما عرفت انها بتحبه مش عارف البنت اختى اتعمت وبتحب فيه ايه البأف ده بس يلا كله يهون عشانها
بينما فى الخارج
كان مالك يأخذ مكتبه ذهابا وايابا بعصبيه وهو يتمتم
پغضب وقلق فى نفس الوقت
يعنى صاحب شركة SAM هو نفسه مصطفى المرشيدى طب وسارة لما تعرف انه رجع مصر هتعمل ايه لا اكيد مش هتعرف ورحمه امى وابويا يا مصطفى لو فكرت بس تقرب من اختى تانى مش هيهمني حد
الحلقه الخامسة
مجرد حديثك مع شخص تحبه يجعلك تتغلب على توترك وحزنك حتى ولو كان حديثا عشوائيا
فى مستشفى المنشاوى
كان يسير بين طرقات المشفى يسأل عنها من شخص الى اخر عن مكتبها الى ان وصل اليها وقبل ان يطرق الباب تنهد وهو يمسك بمقبض الباب واطرق الباب وبعدها جاء صوتها الرقيق من الداخل وهو يحث الطارق على الدخول
دلف مالك الى الداخل وهو يراها تقوم بلملمة الاوراق من فوق المكتب وهو يقول بهدوء
عاوز اكلم معاكي
بينما كانت تولين ترتب اوراق ملف احدى مرضاها وهى تشير له بالجلوس دون ان ترفع رأسها اليه لكنها تفاجأت بصوته فرفعت راسها اليه وهى تتمنى ان يكون عكس ما تتوقعه لكن لا محال هو امامها الان
استطاعت بصعوبه التحكم بارتباكها واظهرت ابتسامه مرتعشه وهى تقول بصوت مرتبك
اهلا بيك اتفضل
مالك بعد ان جلس وهو يقول بهدوء وثقه
انا عاوز اكلم معاكى انا عارف انه طلب غريب بس ارتحت لكلامك المرة اللى فاتت وحابب ان اكلم ونكون اصدقاء
تملك تولين الارتباك ولم تعلم بما تجيبه فهى فى العاده ترتبك عند رؤيته من بعد فكيف تتحدث معه وهو امامها لكنها تمالكت نفسها بصعوبه وحاولت ان تخرج صوتها بعد ان كانت تشعر انها قد نست كيفيه النطق قالت بصوت هادئ مرتبك
مش غريبه شويه حضرتك متعرفنيش وبتطلب نكون اصدقاء
قاطعها مالك وهو يقول بثقه وتعجرف
حبيت كلامك ليا فى اخر مرة كنت
فيها هنا وريحنى جدا فحبيت ان نكون اصدقاء
نظرت اليه تولين مطولا لا تعرف بما تجيبه فدقات قلبها تطرق كالطبول تقسم انه يكاد ان يسمعها لا تعرف اتحزن انه لا يراها سوى صديقه له ام تسعد بأنه لاحظ وجودها وسوف تستطيع التقرب
منه لكنها قررت ان تصبح صديقته فيمكن
ان تجعلها يحبها كما تحبه هى لا تريد ان يحبها كما تحبه فهى لا تحبه بل تعدت تلك المرحله منذ زمن هى تتمنى لو القليل من الحب الذى تحبه به منه ليجعلها كملكه
تحدثت بصوت مرتبك
وانا معنديش مانع ان نكون اصدقاء
تهلهلت اسارير مالك وهو يقول بمرح
يبقى نتعرف انا مالك الصياد 28 سنه بشتغل محاسب من اسكندريه وتحديدا محطة الرمل
ابتسمت تولين برقه وهى تقول لنفسها
نتعرف وانا عارفه عنك كل حاجه ايه اللى بتحبه وايه اللى پتكره شغلك سنك اخواتك عيلتك
الا انها قالت برقه
وانا تولين ٢٥ سنه وبشتغل دكتوره من
اسكندريه وتحديدا كفر عبده
مالك بتساؤل
فى سؤال
كنت عاوز اسأله ليكى من زمان
تولين برقه اتفضل احنا مش بقينا اصحاب
مالك بتفكير
ازاى عرفتى انى مضايق فى اخر مره كنت فيها هنا منكرش ان استغربت كلامك جدا بس حقيقى ريحنى جدا
تولين بهدوء كان
باين عليك انك شايل هم
مالك باستغراب للدرجه