الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه كامله بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 79 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


بدهشة وحيرة
وانت مش هتدخل معايا 
أشاح سيف بنظره بعيدا وأجاب بجدية تخللتها نبرة حزن وأسف
أنا بالذات مش لازم يشوفني دلوقتي خالص انتي ناسية ان الدكتور مانع عنه الانفعالات 
هزت منة رأسها لأعلى وأسفل وتقدمته حتى غرفة الرعاية حيث أعطتها الممرضة المسؤولة كمامة للأنف لترتديها 
تقدمت منة الى الداخل بينما انتظرها سيف خارج الغرفة اتجهت الى الرجل الكبير الراقد فوق فراش المړض تحيط به الخراطيم ويوصل انبوب للتنفس بأنفه مدت يدا ترتعش لتلمس يده الموصول بها الأنبوب المغذي وترقرقت الدموع في عينيها فهي لا تصدق ان هذا الصرح الشامخ راقدا الآن أمامها فوق فراش المړض لا حول له ولا قوة مالت على ظهر يده لتقبلها وهى تقول بخفوت

ألف لا بأس عليك يا حاج إن شاء الله أجر وعافية وهتقوم لنا بالسلامة قريب بإذن الله 
ارتعشت جفونه قبل
أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه
من منة بتي شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن هتفت منة بصوت باك
ألف لا بأس عليك يا حاج ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام الدكتور طمنا ان شاء الله خير 
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع
اللي يريده ربنا هيكون يا بتي أني عاوزك تسمعيني منيح أني مش هسيب حجك واصل اللي عمله فيكي هرجعلك حجك منيه تالت ومتلت 
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده
قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج وبعدين سيف معملش حاجه سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلك منه 
نظر اليها عبدالهادي نظرات لوم وعاتبها قائلا بصوته الضعيف
بتكدبي علي يا بتي إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عمل صح ولا معملش 
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلا رأب الصدع بين حماها وإبنه وأن يشفى من محنته تلك فهي ابدا لن تكون المعول الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث اجابت منة بابتسامة صغيرة
يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه وعلى فكرة بقه سيف واقف بره مقعدش من ساعة ما جينا الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول وما ريحش ثانية واحده في السكة ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه 
سأل عبدالهادي
انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر 
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيفة
آه احنا سافرنا يومين اسكندرية نغير جو فرصة احمد اخويا هنا في اجازة والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول 
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية فمعنى ذلك أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية او الاجتماع بهم في أي أمر هي إذن لم تكذب بالفعل هي سافرت برفقة ذويها وهو سافر بمفرده ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم وبعد ذلك لكل حاډث حديث 
قطب عبدالهادي وتحدث في ريبة
الحديت ديه صح يا بتي انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا 
أقسمت منة قائلة
والله العظيم يا حاج كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان 
ولم تستطع سوى قول ذلك فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل 
تنفس عبدالهادي بعمق وأغلق عينيه وهو يعلق بصوت ضعيف وان كانت الابتسامة قد ارتسمت على وجهه عميقا
ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتي أجوم بس من وعكتي دي وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العفش ديه على ولدي 
أجابت منة بابتسامة 
انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة واللي عايز تعمله كله اعمله بس علشان خاطرنا خلي بالك من نفسك يا حاج انت ضهرنا وسندنا قوم لنا بسرعه يا حاج 
خرجت منة من غرفة الرعاية وأغلقت الباب خلفها لتستند بكتفها اليه وقد أغلقت عينيها زافرة بعمق إعياءا انتبهت الى صوت سيف الهامس بجانبها ونبرة القلق تطغى على صوته
خير يا منة طمنيني 
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة
الحمدلله اطمن
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 119 صفحات