الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه كامله بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 16 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


واحمد لركوب السيارة هم احمد بفتح الباب الخلفي لشقيقته عندما شعر بيد من حديد تشد مرفقه فتطلع لصاحبها بدهشة ضاحكة سائلا
ايه يا بني فيه ايه تاني انت مش عجبني انهرده خالص 
اقترب سيف بوجهه منه وهمس من بين أسنانه بغيظ مكتوم
لو عاوزنا نوصل مصر حتة واحده تتفضل تسوق انت لأن أنا اعصابي بئيت على الآخر 

قطب احمد حائرا ولكن حرك كتفيه علامة اللامبالاة قائلا
وهو كذلك انت كنت عرضت قبل كدا وانا رفضت 
وقبل ان يتحرك احمد الى الجهة المقابلة كانت منة قد وصلت فأسرع سيف بفتح الباب الخلفي لها فدخلت متمتمة بالشكر وقف سيف امام احمد قائلا 
اتفضل بقه روح سوق عاوزين نروح خلي المشوار دا يخلص على خير بقه 
ابتسم احمد واتجه الى مقعد السائق بينما جلس سيف في المقعد المجاور له وقام بضبط المرآة الجانبية والتي أظهرت منة بوضوح ابتسم سيف متمتما بينه وبين نفسه
ايوة كدا خلينا نطلع بحاجه من المشوار اللي مالوش صنف اللازمة دا 
انقضت رحلة العودة سريعا ولاحظ احمد عزوف سيف عن تبادل الحديث فسكت هو الآخر بعد عدة محاولات منه لاشراكه في الكلام بينما أسندت منة رأسها الى ظهر المقعد وأغمضت عينيها لتذهب في نوم متقطع فهي منذ أن استيقظت فجرا لم تنم ومع حركة السيارة جعلت جفونها تتساقط رغما عنها ليداعب الكرى عينيها 
وقف احمد أمام منزلهما الټفت الى سيف الشارد بنظره بعيدا ولكن من يدقق يعلم انه شاخصا ببصره خلفه قال احمد بابتسامة
حمدلله على السلامة يا بوس ثم الټفت الى الخلف حيث منة والتى افاقت ما ان وقفت
العربة قائلا
حمدلله على السلامة يا منون 
فركت منة عينيها فكانت أشبه بالاطفال مما رسم ابتسامة حانية على شفاه سيف ونظر اليها من المرآة نظرة شغف لم ينتبه اليها أحد وسمعها وهى تقول بصوت ناعس بتلقائية
الله يسلمك يا أبوحميد 
عبس سيف وتمتم بحنق
أبو حميد ومنون وانا يا باش مهندس لا لا لا الموضوع كدا مش نافع 
كانت منة قد نزلت من السيارة يتبعها احمد عندما انتبه سيف من شروده ونزل هو الآخر ثم نادى احمد عاليا
احمد الټفت احمد اليه وكان على بعد خطوتين من بوابة العمارة تقدم سيف اليه وانتحى به جانبا وهو يقول بصوت خفيض
انا عاوز أقابل والدك 
كان احمد عاقدا جبينه أول الامر متسائلا عن سبب مناداة سيف له وما ان سمع منه رغبته في مقابلة والده حتى انفرطت العقدة وارتفع حاجبيه الى اعلى وهو يقول
تقابل الوالد ليه فيه حاجه ثم استدرك قائلا
آسف طبعا ما أقصدش دا بيتك يا سيف بس اصلي استغربت 
سيف بنزق
وايه وجه الاستغراب انا عاوز افاتح والدك في موضوع ارتباطي بمنة 
قال احمد بتردد
ايوة يا سيف بس مش كنا اتفقنا اننا هنفاتحها في الموضوع الاول قبل ما تتقدم رسمي ثم تابع محاولا اقناعه بينما الاخر كان يهز برأسه نفيا 
يا بني افهمني وبلاش نشوفية الدماغ دي اذا كانت لما بتكلمك كأنها عسكري في الوحدة بتكلم القائد بتاعها عاوزنا مرة واحده كدا نقولها اتقدم لك وعاوز يخطبك تيجي ازاي هيبقى الرفض هو الجواب المنطقي الوحيد اختى وانا عارفها رافضة كلمة جواز ويوم ما نقولها عريس ونحاول نقنعها يبقى انت 
قال سيف بثقة مطلقة
مالكش دعوه خليني بس اقابل والدك وانا كفيل باقناعها 
حرك احمد كتفيه بقلة حيلة واشار اليه ليتقدمه قائلا
انت حر اتفضل 
كانت منة قد سبقتهما الى المنزل وكانت تتبادل القبلات مع امها وابيها وكأنها كانت غائبة لمدة شهر وليس لسويعات قليلة برفقة أخيها عندما سمعت صوت احمد يدعو سيف للدخول قطبت منة بحيرة متمتمة
ودا وقته يا احمد والتاني دا مش تعبان يروح يرتاح 
افاقت من شرودها على صوت والدها وهو يرحب بضيف ابنه في حين انسحبت هي الى غرفتها تاركة والدتها تنادي أم محمود لتأتي بواجب الضيافة 
كانت منة تريد الاغتسال لازاحة تعب السفر ولكنها لم تستطع لوجود سيف فآثرت الانتظار الى ان يرحل وبدلا من ذلك خلعت حجابها وأطلقت شعرها ليستريح منسدلا حتى خصرها كانت ترقد فوق فراشها الوردي عندما سمعت صوت طرقات على الباب تبعه دخول والدتها وهي مبتسمة اعتدلت منة جالسة ونظرت بابتسامة الى وجه والدتها السعيد وقالت
ايه الخطوة السعيدة دي يا ټوفي الاودة نورت 
اتجهت والدتها اليها واقفة أمام الفراش وقالت بحنان امومي
عقبال ما أزورك في بيتك يا حبيبتي 
قطبت منة وقامت من مكانها متجهة الى والدتها وقالت وهى تحيط كتفيها بذراعها البض
ليه بس يا ټوفي انا مهما كان بنتك حبيبتك بردو ليه عاوزة ترميني في الڼار بإيديكي بس 
شهقت امها عاليا والتفتت اليها ناظرة اليها باستنكار تام وهو تهتف زاجرة اياها
ايه اللي انت بتقوليه دا يا بنتي الڼار اعوذ بالله دي سنة الحياة حبيبتي 
قلبت منة عينيها الى اعلى ثم حاولت رسم ابتسامة على شفتيها الورديتين
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 119 صفحات