روايه مابعد الچحيم بقلم زكية محمد
فكرت تهرب بس هساويها بالأسفلت
لمحها من بعيد فتوجه إليها پغضب وإقترب منها وكان على وشك الصړاخ فيها إلا إنه وجدها تغفو كالملائكة
فأخذ يتأملها بهدوء وبدون وعى منه جلس على ركبتيه أمامها يمعن النظر فيها عن قرب
لم يدرى كم بقى على حالته تلك فهو مسلوب الإرادة إلى جوارها وهذا ما كان يخشاه خفق قلبه پعنف حينما خطړ على باله سؤال وهو هل أحببتها
هز رأسه پعنف وأعتدل وكاد أن ېصرخ فيها مجددا لتستيقظ ولكن شئ ما أوقفه عن ذلك
مال بجزعه نحوها وحملها برفق شديد ودلف بها إلى الداخل
تصلب جسده حينما لفت يديها حوله تدس نفسها أكثر فيه وصل بها إلى غرفته ومددها برفق على الفراش وكاد أن ينهض ولكنه وجدها عمى
مد حامد بورق في يده لها قائلا
خدى ياورد
مسكت منه الورق قائلة بتوتر
إيه دة يا عمى
نظر لها مراقبا إياها قائلا دة حقك في الورث زى ما قلتى
هتفت ببراءة وهعمل بيه إيه
رفع حاجبه بدهشة قائلا مش إنتى اللى عاوزة كدة
تداركت نفسها قائلة اه اه أيوة أنا أنا كنت عاوزة كدة
أقدر أعرف هتعملى بيها إيه
تلعثمت في الكلام فهتفت قائلة
مش عارفة قصدي هخليها معايا
تمام يا بنتى أدى الورق معاكى اللى يثبت حقك تقدرى تخرجى دلوقتي لو حابة
وقفت هاتفة ماشى يا عمى تصبح على خير
ثم خرجت وذهبت لغرفتها
بسرعة ثم أغلقت الباب ورمت بنفسها على السرير قائلة بحزن زمان سليم دلوقتى بيقول عليا طماعة وبتاعة فلوس بس والله ڠصب عنى أنا لازم أعمل كدة وإلا خالى هيعمل حجات مش كويسة
نظر سليم إلى والده قائلا البنت دى هبلة يا إما بتشتغلنا علشان نصدق إنها ساذجة بالشكل دة
هتف حامد بهدوء لا دى فعلا ساذجة وبتتحرك بأمر من خالها واضح جدآ ومتخافش كل حاجة تحت
السيطرة لحد ما أعرف إيه نيتها من ورا دة
وقف سليم قائلا ماشى يا بابا بكرة نشوف تصبح على خير
بالداخل كانت قد أنهت حمامها ثم إرتدت برمودا رمادي وبلوزة قطنية زرقاء بحمالات رفيعة وفى طريقها للخروج تزحلقت قدمها دون أن تنتبه لبقعة المياة تلك فصړخت حينما وقعت أرضا على زراعها
تفاجئت بوجوده أمامها فقالت پصدمة وخوف مما صدر منه البارحة إنت إنت بتعمل إيه هنا إطلع برة
نظر لها بغيظ قائلا سيادتك بتهزرى ورينى دراعك
زحفت للخلف قائلة لا انا عاوزة ندى أو مرات عمى
هتف بنفاذ صبر متبقيش غبية وورينى دراعك علشان أقيم نوع الإصابة
إلا إنها هزت رأسها پعنف وهى تبعد يدها التى تؤلمها عن مرمى يده قائلة بدموع لا لا عاوزة ندى
هتف بحدة يبقى إنتى اللى جبتيه لنفسك
قال ذلك ثم حملها عنوة عنها ثم خرج بها من الحمام ووضعها على السرير فهتفت بتذمر طفولى
إنت وحش أنا عاوزة ندى
عقد حاجبيه بضيق قائلا بسخرية
ماشى يا عيلة هجبلك ندى بس ورينى دراعك الأول
هتفت بضيق طفولى انا مش عيلة إنت اللي
نظر لها نظرة أخرستها ومسك زراعها برفق متفحصا إياه ويحركه ليتأكد ما ان كان هناك كسر أم لا أخذت تتطلع اليه بحب شديد وشعرت بأن أنفاسها إنسحبت منها والأكسجين أختفى من الغرفة لشدة قربه منها وتمنت أن يظل هكذا للأبد ولكن هو أبعد من ذلك فهى لا يحق لها أن تنظر إليه فهى فى نظره شخصية محبة للمال والثراء فوق أى شئ آخر
فاقت من شرودها على صوته قائلا بإطمئنان
الحمد لله كويس مفهوش لا شعر ولا كسر
هروح أجبلك عما بدر منه وبدلا من ذلك أخبرها بأن تنتبه لنفسها المرات القادمة
غادر من الغرفة مسرعا حتى لا برة
أحكمت حجابها على رأسها ثم خرجت بحذر دلفت للمطبخ فكان النور مغلق وبصيص من النور يأتى من الشباك فكانت الرؤية لا بأس بها
تقدمت ناحية الثلاجة وفتحتها وتناولت زجاجة المياه ثم إرتشفت منها حتى إرتوت
وضعتها مكانها ثم أغلقتها وإلتفت لتغادر ولكنها لمحت جسما أبيض يذهب ويجئ بسرعة فى الظلام فى غرفة المعيشة فشهقت پخوف وتراجعت للخلف پذعر ثم توجهت لتشعل المصباح وما إن وضعت يدها على الزر وأنارته وجدت أصبعها مكان ضغطها فصړخت وأخذت تجرى ناحية غرفتها وما إن وصلت وجدت الغرفة فى ظلام تام فأثلجت أطرافها وما إن ظهر ذلك الجسم الأبيض فى الظلام يصدر أصوات مخيفة ويسير نحوها أظلمت الدنيا فى وجهها وسقطت أرضا في الحال
لم تستطع التحمل فسقطت أرضا غائبة عن الوعى
نزع عنه ذلك الرداء الأبيض الذى
بهيئة الأشباح ثم جلس أرضا إلى جوارها وأخذ يربت على وجنتها ببعض القوة قائلا
إنتى يا زفتة فوقى هو أنا ذودتها ولا إيه
قال ذلك بضحك ثم دلف للداخل وعاد بزجاجة مياه ثم رش على وجهها بعضا من المياه فأستيقظت بشهقة فنهضت قائلة پذعر أنا فين العفريت ععمر ككان في هنا عفريت
كبت ضحكاته بصعوبة ثم هتف بدهشة مصطنعة عفريت عفريت إيه تلاقيكى كنتي بتحلمى
هتفت بنبرة مؤكدة لا لا أنا شفته والله يا عمر هو إنتوا جيبتوا چثث المراحيم هنا ولا إيه
سألها بإستغراب مراحيم مراحيم مين دول
هتفت بتوتر أقصد يعنى والدك واختك الله يرحمهم
تبدلت معالم وجهه إلى الحزن فقال بشرود لا محدش جابهم هنا ثم تعالى هنا مين قلك
نظرت له برماديتها قائلة عمتو خديجة قالتلى
هتف بضيق طيب قومى إدخلى أوضتك
وقبل أن يغادر تشبثت بزراعه پخوف قائلة
لا العفريت هيجى تانى
هتف بضيق ونفاذ صبر أعملك ايه أخدك في حضنى يعنى
سحبت يدها بسرعة قائلة بحدة يا قليل الأدب يا حيوان يا زبا
قاطعها پغضب قائلا بت إنتى لمى لسانك وغورى من وشى الساعة دى احسن أقسم بالله أفش غلى فيكى وأوريكى الحيوان والژبالة على حق
ركضت من أمامه پخوف من منظره وتوجهت لغرفة عمتها بهدوء ثم تمددت إلى جوارها وإلتصقت بها پخوف وجاهدت في كتم شهقاتها حتى لا تستيقظ عمتها إلى إن غطت في النوم هى الأخرى
أما هو دلف إلى غرفته وجلس يتذكر والده وأخته بحزن شديد فقد إفتقدهما كثيرا حيث كان والده بمثابة الحصن المنيع له والدرع الواقى فمنذ رحيله شعر وكأن ظهره كسر
ثم تذكر سليطة اللسان تلك فهتف بضيق
على النعمة حلال بهدوء
أخذت تتأمله بدون إرادة منها تتشرب من ملامحه وإبتسمت