روايه كامله بقلم الكاتبه ميار خالد
.. طمني عليها ارجوك
تنهد الطبيب بحزن و قال
أنا آسف جدا .. إحنا حاولنا على قد ما نقدر أننا ننقذها بس دلوقتي كل شيء في ايد ربنا .. هي دلوقتي موجوده في اوضة العناية و ندعي أن النهار يطلع عليها!
انا مش فاهم أي حاجه من اللي بتقوله ده .. هي جرالها إيه!
مراتك عملت حاډثة صعبه جدا بالعربية و حصلها چروح داخليه كتير و ڼزفت ډم كتير لحد ما وصلت للمستشفي .. غير إني عرفت انها عندها مشاكل في القلب و ده من فتره
للأسف كل ده هيبقي كتير على جسمها أنها تستحمله .. شد حيلك و أدعي يطلع عليها الصبح .. أنا آسف جدا
قال الطبيب تلك الجملة و تحرك من مكانه و ترك كريم في حالة يرثى لها لم يعرف ماذا عليه أن يفعل سوا الاتصال بيامن استيقظ يامن من نومه علي رنين هاتفه برقم كريم سري القلق في اوصاله و رد عليه بسرعة ليسمع صوته الباكي
انتفض يامن من مكانه و قال
في إيه مال صوتك!
نسمه عملت حاډثة صعبه و هي في المستشفي دلوقتي
مستشفي ايه
مستشفي الحياة
انا جاي حالا
أنهى يامن معه المكالمه و نهض من مكانه سريعا بدل ملابسه ثم خرج من غرفته و من البيت بأكمله و أتجه الي المستشفي نهض كريم من مكانه و حاول أن يدخل الي نسمه و لكن الممرضه منعته مره اخرى و بعد عدة محاولات سمحت له بالدخول لها لمدة عشرة دقائق فقط عقم كريم نفسه و دلف إلى غرفتها برهبه و هو يتذكر جميع ذكرياتهم سويا منذ أول مره التقى بها حتي تلك اللحظة تذكر عندما وقع بصره عليها ولأول مره عندما جاءت لعمل مقابلة عنده في الشركه و منذ هذا اليوم وعد نفسه أن تكون من نصيبه و كان صډمته عندما رفضته! و كان السبب أنها تعاني من مشاكل في القلب و لكنه لم يهتم لكل تلك التفاصيل و ظل يلاحقها حتي وقعت في شباك حبه و وافقت على زواجها منه و بمعجزة أتت ابنته ملك الدنيا وسط تعب نسمه و لكنه لم يتركها للحظات أيعقل أن يخونه القدر و يسلبها منه بطريقة أخرى!
يوم كتب كتابنا انت وعدتيني أنك عمرك ما هتتخلي عني .. من يوم ما عرفتك و انت دايما بتنفذي كل وعودك ليا .. بلاش المره دي تخلفي بوعدك .. انا و ملك محتاجينك بلاش تمشي
فتحت نسمه عيونها بتعب و نظرت إلي كريم و سقطت دمعه حارة من جانب عينيها و نظر إليها كريم بلهفه و قال
أشارت نسمة بيدها له أن يقترب منها و أقترب هو بسرعه لتقول
أنت كنت خاېف تخسرني بسبب تعبي .. بس واضح أن الدنيا ليها رأي تاني .. عايزاك تعرف اني عيشت عمري كله في سنين جوازنا .. و أنا هكون اول واحدة مستنياك هناك لما تجيلي بعد عمر طويل .. ربنا كان رحيم معايا جدا أنه بعتلي زوج حنين زيك .. أنا ھموت و مش خاېفه على بنتي عشان عارفه أنها معاك .. بس ليا طلب عندك .. أنا مش عايزه بنتي تكبر من غير أم .. بلاش توقف حياتك عليا يا كريم حب تاني وأتجوز وأنا هكون مبسوطة بكده
أبتسمت نسمة لآخر مرة و قالت
انا بحبك يا كريم ..
و بعد تلك الجملة
صدع صفير كل الأجهزة بجانب نسمة لتصعد روحها إلى خالقها دلفت الممرضة سريعا الي الغرفة و نادت على الطبيب و دفعت كريم الي الخارج و في تلك اللحظة وصل يامن الي المستشفي واتجه الي غرفة العناية ليجد كريم واقف أمامها ينظر أمامه بملامح جامدة و عيون متسعة من الصدمة و كان وجهه اصفر اللون ركض يامن إليه سريعا و قال
نظرت له كريم پصدمة و قال
نسمة ماټت ..
شهق يامن بفزع و صمت للحظات حتي قال
لا حول ولا قوه الا بالله .. البقاء لله يا كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك بس لازم تشد حيلك
كان يامن يتحدث مع كريم و لكنه لم يسمع منه كلمة واحدة و بدون أي
مقدمات اغمض كريم عينيه ليسقط مغشيا عليه هو الآخر ..
في المساء كانت براء جالسة في الشرفة حتي تأخر الوقت و قبل أن تنهض من مكانها اتجهت اليها فاطمة و جلست أمامها و أردفت
أستني يا براء عايزه أتكلم معاكي شوية
نظرت براء إلى فاطمة بتعجب و قالت
خير يا ماما
هو أنت مبقتيش مبسوطة معانا يا بنتي
لا طبعا ليه بتقولي كده
مش عارفه حاسة أنك بقالك فترة متغيره معانا و مع نفسك .. علطول ساكته و سرحانه و دي مش عوايدك .. أنا زعلتك في حاجه طب
لا والله مش كده .. حقك عليا لو قصرت في حقك
يا حبيبتي أنا مش بقولك كده عشان تتأسفي أنا قلقانه عليكي
تنهدت براء و نظرت إلى الفراغ للحظات ثم قالت
خالد طلب أيدي من بابا جمال
خالد صاحب المحل اللي جمبك مش كده
أيوه هو
و ده اللي مضايقك .. ده بني ادم محترم جدا و أخلاق حتي والدته ماشاء الله عليها .. ده أنا اتمني أن حد زيه يجيلك
العيب مش فيه يا ماما .. العيب فيا أنا
ليه يعني و أنت فيكي إيه يعيبك
إني من ملجأ
انت ليه مصممه تفكري نفسك كل شوية .. ليه بقيتي تفكري بعقل الناس اللي كسرك!
توقفت براء عند تلك الجملة للحظات نعم إنها الآن تفكر بعقول الناس الذي جردتها من حقوقها كإنسانه كل تلك الردود التي طالما کرهت سماعها من الناس تقولها لنفسها كل يوم! نظرت إلي فاطمه مرة اخرى و قالت
مش يمكن الناس طلعت صح و ده اللي بدأت استوعبه
انفعلت فاطمة قليلا لتقول
صح في ايه! صح أنهم يكسروا بنت عاملة زي الوردة المقفولة يادوب لسه بتفتح .. صح أنهم يحسسوها أنها منبوذه و ملهاش مكان وسطهم .. صح أنهم يستغلوها ويدوسوا عليها عشان مصالحهم .. صح في أيه يا براء .. أنت جرالك إيه أنت عمرك ما كنتي بالسلبية دي!
صمتت براء قليلا و استمعت إلى كلامها و قد تمكنت فاطمة من إزالة كل هذا التفكير السلبي من رأسها تنهدت براء و قالت
على فكرة خالد عرف إني مش بنتكم الحقيقية
و رده كان ايه!
مصمم عليا برضو .. و قالي أن كوني من ملجأ ده مش عيب فيا
أبتسمت فاطمه بحنان و قالت
طب بذمتك هتلاقي احسن من ده فين .. فكري صح يا بنتي و أوعي تفرطي فيه .. افتكري أن ده الوحيد اللي مقساش عليكي زي كل الناس
قالت فاطمه تلك الجملة وجاءت لتنهض من مكانها و لكنها توقفت حين قالت