روايه كامله بقلم الكاتبه ناهد خالد
يردد
معلش يا دكتورة لازم امشي نكمل كلامنا بعدين .
تسائلت بقلق
خير هو في حاجه
أجابها وهو يخرج من المكتب
عادل عمل حاډثه وهو جاي ..
ناهد خالد
والثلاثة أيام المهلة أصبحوا سبعة .. والسبب معلوم لقد انشغل بأمر أخيه ومرضه ولم يكن متفرغا للقدوم للعمل حتى واليوم أخبرتها السكرتيرة أنه ينتظرها بمكتبه ..
وبالفعل جلست أمام مكتبه ليبتسم لها بهدوء
ازيك يا دكتورة
الحمد لله .
أجابته بخفوت ثم أكملت متسائلة
دكتور عادل عامل ايه
تنهيدة عميقة خرجت منه قبل أن يردف
الحمد لله بقى بخير .. الأسبوع
الي عدى كان صعب أوي بس الحمد لله عدت.
الحمد لله .
غمغمت بها بخفوت قبل أن ترفع رأسها بانتباه حين هتف
طبعا للظروف الي حصلت عدى أسبوع كامل تفكري فيه براحتك مش 3 أيام زي ما كنا بنقول .. أعتقد بقى وصلت لقرار !.
وبالفعل في السبعة أيام الماضية فكرت كثيرا ولأكثر من مرة هي تعلم جيدا أهمية الأمر بالنسبه لها فإن وافقت فلا سبيل للعودة وسيتقدم لها ويسير كل شئ بشكل معلن .. وإن رفضت لن يكون لها معه فرصه أخرى .. وبأخذ رأي القلب والعقل توصلت لقرار ألا وهو الموافقة .. فأين أسباب الرفض .. شاب وسيم وذو مكانة راقية من تعاملها معه يبدو أنه ذو أخلاق جيدة ويعمل بنفس مجالها بالإضافة إلى انجذابها له .. جميع الأسباب في صالحه .. لذا حسمت قرارها .
تقدر تكلم بابا .
طيب هو موجود في البيت النهاردة
اتسعت عيناها ذهولا لتردد
لأ النهاردة ايه يعني كام يوم كده و...
قاطعها بجملته لتنظر له بدهشة فأكمل
هاتي رقمه وأنا هتفاهم معاه ونتفق احنا على الميعاد .
وبالفعل أعطته رقم والدها ليطلبه على الفور وينهض متجها لركن بعيد نسبيا في المكتب حتى انتهى من محادثة والدها فعاد وعلى وجهه ابتسامة واسعة عرفت سببها حين ردد بنبرة انتصار
والدك مستنيني النهارده الساعة 8 ... يعني بعد 10 ساعات .
ازاي حدد معاد معاك بالسرعة دي ! بابا في العموم بيحدد ميعاد بعد يومين على الأقل لحد ما يتكلم معايا ومع ماما ويعرفنا .
لمعت عيناه بزهو وهو يردد
مانا مش أي حد برضو يا ... يا دكتورة .. لحد ما أخد موافقة والدك .
وقفت تبتسم بارتباك وهي تهتف
طيب عن اذنك .
تقدري تروحي بدري النهاردة ... على الأقل تتكلمي مع والدتك وتعرفيها .
ماما عارفه من وقت ما كلمتني .. بس محبتش أقول لبابا غير لما أنت تكلمه الأول وتحدد معاه ميعاد .
أومئ متفهما وقال بإصرار
تمام .. بس برضو تقدري تاخدي باقي اليوم اجازة .
أومأت موافقة فبالطبع ستحتاج لها والدتها للتحضير من أجل استقبال هذه الزيارة المفاجئة .
انا جاي النهاردة يا عمي عشان اتقدم لبنت حضرتك..
رددها بهدوء ظاهري رغم ارتباكه الداخلي من الموقف برمته..
استمع له مسعد بهدوء قبل أن يتسائل مستغربا
ايوه يابني بس فين أهلك.. متآخذنيش بس
مش غريبة تيجي تتقدم لوحدك!
أجابه بتوضيح
كل الحكاية إني حبيت اجي الأول واخد الموافقة بعدين اجيب أهلي عشان لو محصلش نصيب مبقاش أحرجتهم..
اومئ سعد برأسه متفهما وقال
ماشي.. على خير إن شاء الله.. بس أنا حابب أعرف عنك أكتر..
آه طبعا ياعمي.. أنا اسمي ياسر الدميري.. صاحب شركة الدميري للصناعات الدوائية.. خريج كلية صيدلة و عندي امي واخويا واختي وبابا اتوفى من ٣ سنين ربنا يرحمه..
غمغم سعد
ربنا يرحمه يابني.
بس وطبعا الشركه ليا انا وماما واخواتي.. بس انا ليا النصيب الاكبر من حيث الإداره بس.. وعندي شقة وعربية وحالتي المادية الحمد لله كويسه جدا... ده الي اقدر اقوله لحضرتك ولو عندك أي استفسار تاني اتفضل..
نفى برأسه وهو يقول
لأ معنديش استفسارات تانيه.. وفي النهايه الأهم هو إنك تكون شخص كويس ونحس ده من تعاملنا معاك ومع عيلتك.. ده الي هيخليني مطمن على بنتي مش أنت عندك ايه.
تنحنح بتوتر طفيف وهو يسأله
طيب ياعمي يعني حابب أعرف رأيكم المبدأي ايه
تحدث مسعد بجدية
بصي يابني أنا مش هكدب عليك بنتي بلغتني إنك عرضت عليها الجواز من أسبوع وسيبتلها مهله تفكر قبل ما تيجي وتتقدم .. وأنا أقدر أتفهم إنك حبيت تاخد منها الموافقة قبل ما تيجي هنا عشان متتحرجش ويكون الرفض منها هي .. خصوصا إنكم زمايل شغل أو بمعنى أصح هي في الآخر موظفة عندك ومش حلوه في وشك إنك كمديرها تتقدملها وتترفض .. عشان كده حبيت تاخد الموضوع من بره الأول وأنا فاهم ده عشان كده مش هلومك إنك كلمتها هي الأول.. بس الي أقدر أقولهولك إنها مادام جابتك هنا يبقى هي موافقة .. وأنا برضو سألتها وحسيت إنها ميالة للموضوع وهسألها تاني قدامك .. بس أي اتفاق مش هيتم غير بحضور أهلك .. وكل الي هيتم في القعدة دي إنك هتاخد الموافقة ونقرأ الفاتحة كدة عشان تبقى فاتحة خير وهنحدد ميعاد تيجي فيه مع أهلك ولما أشوف موافقتهم والدنيا تبقى تمام.. نتكلم بقى في أمور الشبكه وغيره من الإتفاقات عشان نبقى على نور .
هز ياسر رأسه بموافقة مرددا
عداك العيب يا عمي .
تمام يابني ..
هذا ما أردفه قبل أن ينظر ل زوجته التي وقفت متجهه للداخل لتستدعي إبنتها ..
دقائق وكانت تأتي معها حاملة أكواب القهوة ووضعتهم على الطاولة ملقية السلام بخفوت .. طالعها ياسر بإبتسامة فهذة المرة الأولى التي يراها بثياب غير بذلة العمل فقد كانت ترتدي بنطال أسود تعلوه كنزه خضراء زاهية وجمعت شعرها على جانب واحد فبدت بشكل مختلف لكنه راق له كثيرا ..
بدأ مسعد الحديث وهو يقول
دكتور ياسر عرفني عن نفسه وأنا مبدأيا معنديش اعتراض عليه وحاليا احنا مستنيين موافقتك
الأخيرة عشان أحدد ميعاد معاه ييجي فيه هو وأهله .. قولتي ايه يا زهرة
أجابته بصوت منخفض من كثرة خجلها فهذة المرة الأولى التي تجلس فيها لتعلن عن موافقتها على العريس المتقدم
الي تشوفه حضرتك .
ابتسم سعد بهدوء قائلا
يبقى زي ما قولتلك يا دكتور هي موافقة إن شاء الله تقدر تيجي امتى مع أهلك
نظر له ياسر ليرد بلهفة
أي وقت لو تحب بكره مفيش مانع .
نفى سعد برأسه وهو يضحك بخفوت
لا بلاش بكره خلينا بعد بكره أفضل الساعه 8 مناسب
أومئ إيجابا مرددا
مناسب حضرتك .
ماشي لحد ما تيجوا إن شاء الله ملكش كلام معاها خالص في الشغل .
أردف بها سعد بجدية ليومئ له ياسر متفهما
متقلقش حضرتك مش هيكون في أي تواصل ما بينا خارج حدود الشغل .
ربط سعد على كتفه بشكر خفي ووجه حديثه لإبنته قائلا
ايه يا زهرة مش هتقدمي القهوة للدكتور
أومأت له سريعا لتنهض حاملة كوب القهوة مقدمة إياه له ثم أعطت الآخر لوالدها ..
اعذروني في السؤال بس هي مين زهرة
ضحك سعد بخفوت مجيبا
زينب .. زينب هي زهرة ..!!
وأيه جاب زينب لزهرة يعني أنا أعرف إن اسمها في الورق زينب ! .
ابتسم سعد وهو ينظر لزوجته مرددا
دي حكاية قديمة أوي من قبل ولادة زهرة .. أمي الله يرحمها كانت عاوزه تسمي بنتي زهرة وكلنا كنا موافقين لحد قبل الولادة بشهر شافت أم زينب رؤية إنها هتسمي بنتها زينب وطبعا غيرت رأيها وقالت أنا هسميها زينب زي ما شوفت في الرؤية حصلت مشكله بينها وبين أمي لأن أمي مصدقتهاش وفكرت أنها بتقول كده عشان تغير الإسم وخلاص وعشان أنهى المشكلة دي قلت لأمي ناديها بزهرة وأنا كمان هناديها بزهرة بس هنسميها زينب في الورق .. ومن وقتها الكل بيناديها بزينب ماعدا أنا وأمي الله يرحمها .
نظر ياسر ل زينب ليسألها بإبتسامة
وياترى أنت بتحبي أنهي أكتر
ابتسمت بحنين وهي تجيبه
بحب زهرة أكتر .. لأني كنت بحب تيتة الله يرحمها أوي وبعتز بالإسم الي سمتهولي وبصراحة هو أحب عندي من زينب .
أردفت الأخيرة وهي تنظر لوالدتها التي ضحكت وهي تقول
بتبصيلي ليه مانا عارفة إنك بتحبي زهرة أكتر .
ارتفع صوت ياسر وهو يقول
وأنا مادام لسه جديد في العيلة إن شاء الله فأنا كمان هناديك بزهرة لو مش هيضايقك
نفت برأسها مبتسمة بخجل تعلم أنه اختار إسم زهرة خصيصا بعد معرفته بمدى حبها للإسم ..
وقد كانت حكاية زهرة وياسر أو زينب وياسر كما تحبون أن تنادوها .. تقدم ياسر لخطبتها مع أهله ورغم رفض والدته الشديد إلا أنها اضطرت أن تخضع لرغبة ولدها .. وعن عادل أدرك أن الأسبقية
كانت لأخيه ففاز بها وللحقيقة لم يعنيه الأمر كثيرا بالأساس لا يعلم كيف فكر بها أنها تكبره بخمسة أعوام وهو مازال في الثالثة والعشرين أي زواج يبحث عنه الآن ! فصرف نظره عن الأمر ونسى أنه قد أعجب يوما بها فهي أصبحت زوجة أخيه .. ومر عام كامل بين منازعات بين زهرة وزوجة والدها حتى انفصلا عن المنزل .. وحين شعرت أن الحياة ستستقر أتت مشكلتها الأخيرة مع والدة زوجها لتقلب الموازين مرة أخرى .
يا زينب لازم تكلميه يابنتي أنت الي غلطانه ..
هتفت بها آمال وهي تحاول إقناع إبنتها بالتحدث لزوجها والإعتذار منه عن فعلتها زفرت زينب أنفاسها بضيق وهي تردد
ياماما بقولك حاولت ومبيردش أعمل ايه !!
تروحيله .. روحي شقتك وأكيد يعني هو مش هيطردك منها ! .
ايه الي بتقوليه ده يا آمال
رددها سعد وهو يدلف لغرفة المعيشة وأكمل
لأ طبعا افرضي راحت وهو لسه متعصب وشدوا مع بعض هناك ميكنش حد منا موجود ! .
ايوه يعني تفضل قاعدة كده بقالها اسبوع ونص بعيده عن بيتها ..
رددتها آمال بنزق وعدم رضا على حديث زوجها ليطالعها بنظرة فهمتها معناها أن تلتزم الصمت ووجه حديثه لإبنته قائلا
زهرة يابنتي كلنا معترفين إنك غلطي .. مهما كانت أمه دي ايه مش مسموحلك أبدا تمدي ايدك عليها وجوزك حقه يزعل وياخد موقف عشان كده هكلمه ييجي هنا وحاولي تصلحي الوضع معاه ومتعرفيهوش إنك حكيتلنا حاجه .
أومأت برأسها موافقة ليخرج هاتفه ويدق ل ياسر مرة واحدة وكان يجيب ليطلب منه الحضور مساء فوافق الأخير مخبرا إياه بقدومه .
اهو هيجي بليل شوفي هتصلحي الوضع ازاي .
أومأت برأسها بتنهيدة عميقة .. لم يكن سهلا أن تبقى كل هذة المدة بعيدة عنه وعن بيتها .. رغم وجودها في بيت أبيها إلا أنها تشعر بالغربة .. تريد العوده لمنزلها الصغير بأسرع وقت تريد أن تشعر به