روايه كامله بقلم الكاتبه ناهد خالد
فوق والدته وبصعوبة استطاع رفعها عن والدته لكنها لم تكف محاولاتها عن الوصول لوالدته مرة أخرى بعد أن ساعدها ياسر في الوقوف ووقف حائلا بينهما فصړخ بها
أنت اټجننتي بس يا زهرة .
ولكنها وكأنها لا تستمع له وبالفعل استطاعت الإمساك بذراع والدته التي صړخت بفزع ليدفعها ياسر بقوة قبل أن يهوي بكفه على وجنتها صاڤعا إياها مما جعلها تسقط أرضا هذة المرة من قوة صڤعته وقد اتسعت عيناها پصدمة لم فعله ..
كان هذا أول سؤال هدرت به بعدما استفاقت من صډمتها ووقفت تواجه الثائر الذي أمامها والذي هتف
آه لو فكرت ترفعيها على ماما تاني أنت اټجننتي يازهرة بتضربيها ! .
أشاحت بيدها بعصبية بالغة وهي تردد
ابنك !!!
رددها بإندهاش وعدم فهم لتصيح والدته من خلفه
ابنك ايه يا مچنونة أنت فين ابنك ده
أنا كنت تعبانه وبعدين لقيت الجرس بيرن وكانت هي ومجرد ما فتحتلها وقعت ومحستش بنفسي غير وأنا سمعاها بتتكلم في التليفون مع حد وبتقوله إنها هتسقطني ومش هتسمح إن يبقى عندي طفل منك يربطني بيك .
ثارت والدته وهي تردد بأعين متسعة
كدابه .. كدابه أنا جبتلها دكتور لما وقعت وقالي إنها نازلة برد هي مش حامل أصلا... والله العظيم يابني ده الي حصل .
مش مصدقني ! روح خدها لأي دكتور لو قالك إنها حامل يبقى هي صح .
وقد استحسن اقتراح والدته ليخرج من هذا المأزق وبالفعل ها هم يتواجدون في أحد العيادات الخاصة التي اختارها هو لينهي الطبيب الجدل وهو يقول
بهتت ملامحها وهي تستمع لحديث الطبيب ما معنى هذا هل ثبت كذبها وصدق زوجة والدها للتو !! نقلت بصرها ل ياسر الذي رماها بنظرة لم تستطع تفسيرها أهي عتاب أم استنكار أم خذلان ! وربما ڠضب ! لا تعلم لكنها نظرة ليست بجيدة إطلاقا ... نظرت لوالدة زوجها لتجد ملامحها ثابتة .. يبدو أنها كانت واثقة من تشخيص الطبيب !..
رددتها زهرة بارتجاف بعدما توقف ياسر بسيارته أسفل منزل والديها بعد أن أوصل والدته وقد أغدقها بالكثير من الإعتذارات مؤكدا لها أنه سيتخذ الإجراء المناسب مع زوجته .. وهل هذا هو الإجراء المعني
أعتقد إنك محتاجه تريحي أعصابك شوية ... وده أفضل ليا أنا كمان عشان مش ضامن رد فعلي لو رجعت معايا .
ياسر والله ده الي سمعته منها و..
الټفت لها ليهتف بملامح جامدة
أنا زعلي مش إنك كدبتي ومطلعتيش حامل زي ما أدعيت ولا أعرف فين حقيقة الموضوع ده ... أنا حاليا بفكر ازاي جاتلك الجرأه تمدي ايدك على أمي مهما كان الي عملته.. هما عملت هي في الآخر أمي وعمري ما
هسمحلك تهينيها أو تطاولي عليها ... خصوصا إني كنت بعمل كل حاجه عشان أحفظ كرامتك قدامها ومخليهاش تضايقك بكلامها .. أنا مش قادر أعدي الي عملتيه .. عالأقل دلوقت .. أعتقد احنا الأتنين محتاجين هدنة .
تساقطت دموعها كالشلالات بصمت وهي تستمع لحديثه الآن فقط أدركت أنها أخطأت .. لم يكن عليها التسرع والفتك بالمرأه حتى وإن كانت مخطئه فبالأخير هي والدة زوجها ومهما فعلت لا يجب التطاول عليها هذا ما أدركته بعد حديث ياسر هو محق فماذا سيفعل وهو يرى زوجته تطاول على والدته هي تستحق ذلك الكف الذي أخذته منه .. هذا ما رددته بداخلها قبل أن تنسحب بصمت من جواره لم تجد ما تقوله له وهي بالفعل تشعر أنها تحتاج لأن تريح أعصابها مثلما اقترح هو..
زفر أنفاسه عدة مرات بقوة قبل أن يصدم يده بالمقود ضاربا عليه بضيق وعقله يتسائل متى ستكتب له الراحة متى سيحظى بالحياة الهادئة التي يتمناها !.
ثلاثة أيام مروا دون جديد ..
هو دكتور ياسر لسه مجاش
تسائلت بها زينب للمرة التي لا تعلم عددها لتجيبها السكرتيرة بالنفي وهي تطالعها بتعجب مالها تتسائل كثيرا عن مديرهم الشاب .
اذدردت ريقها بتوتر ما إن رأت نظرة الأخيرة المتعجبة والمتشككة في الوقت ذاته أومأت لها بتوتر وهي تبتعد وتنوي بداخلها ألا تسأل عليه مرة أخرى يكفي آثارة الشكوك أكثر ..
جلست فوق مكتبها تفكر في حالتها هذة لم تنجذب له لهذة الطريقة وبهذة السرعة لم قلقت لغيباه يومان متتاليان ولم يشغل عقلها معظم الوقت وبدت تشعر بمشاعر غريبة تجاهه أسئلة كثيرة تقاذفت في عقلها حوله ولم تجد لها إجابة ولكنها وجدته هو أمامها نهضت عن مكتبها تبتسم دون شعور منها .
ازيك يا دكتور زينب
قالها بإبتسامة هادئة ولكنها لا تعلم لم شعرت بشئ غامض في نظراته ! ..
الحمد لله يا دكتور .. أنا سألت على حضرتك عشان أعرض عليك التركيبة الأخيرة قالوا إن حضرتك مش موجود .
أومئ برأسه مجيبا
كنت تعبان شوية وفضلت ارتاح تعالي يلا وريلي التركيبة .
أومأت بإبتسامة لينغمسا بالعمل لساعه كاملة لتتفاجئ به يسألها من بين عمله
واضح إنك مجتهده أوي في مجالك وأكيد ده أثر على حياتك الشخصية صح بشوف إن صعب توازني بين الإتنين .
أومأت متنهدة وهي تجيب
فعلا .. يعني مثلا أنا سنجل لدلوقتي ..
أنهت جملتها بضحكة خاڤتة ليبادلها ضحكة مماثلة لكنها مذهولة وهو يردد
توقعت .. بس متخيلتش إن ممكن واحده بجمالك تفضل لدلوقتي من غير جواز .
مرت سحابه حزينة على عيناها وهي توضح
الحقيقة إن الدراسة خدت كل وقتي لحد من سنتين بس .. وكل الي قابلتهم لحد الآن مش مناسبين .
أحسن ..
رددها
سريعا لتقطب حاجبيها باستغراب فابتسم بتوتر وهو يكمل
أقصد ده جواز مش لعبة ولازم تختاري صح .
أومأت بتفهم وهي تطالع نظرته وابتسامته المتوتره بشك تتمنى لو صدق !..
تخبط ... هذا تحديدا ما ينتابه تجاهه يشعر بمشاعر ما مجهولة الهويه أو ربما معلنه لكنه ينكرها .. بدأت تشغل تفكيره منذ أول يوم رآها به جذبته بهدوءها وذكائها وملامحها الجذابة رغم بساطتها وحينما تعامل معها جذب أكثر لها ووجد ذاته يغوس فيها بشكل أبهره .. منذ متى و ياسر الدميري ينجذب لفتاه بهذا الشكل ! .. لكنها تستحق ..بالطبع تستحق .. والسؤال هنا ما نهاية كل هذا
وأربعة أيام أخرى مرت دون أن يحادثها أو يأتي لها .. ولا تعلم أمن المفترض أن تأتي هذة الخطوة منه أم منها ولكنها على أي حال كانت تنتظره ..
تعلم أنها المخطأه ومكوثها عند والديها أثبت لها هذا ولكن لا تعلم لم تمنت أن يأتي هو ليعيدها ويخبرها أن المنزل مظلم بدونها وكأنها مصدر الكهرباء!..
زفرت بضيق وهي تقطع الغرفه ذهابا وإيابا تفكر حتى رفعت هاتفها تطلب رقمه .. مره .. اثنان .. ثلاثه وما من مجيب وهذا ماجعلها تلقي هاتفها پغضب وهي تتخيل أنه يتمنع عن محادثتها ...
اليوم سيأخذ خطوه تجاه الأمر..
قرار فكر فيه اثنان والفوز بالأسبقية !..
وقف عادل يستعد للذهاب لأخيه واعلان رغبته في التقدم للزواج من زينب المديره التنفيذية ..الأمر سهل للغاية ياسر أنا عاوز أتقدم لزينب .. جملة واضحة مختصره ستفي بالغرض .. ولكن لم يشعر أنها صعبة بطريقة ما ...
وقبلها بدقائق كان ياسر يتجهز لنفس الشئ وهو يحادث ذاته بجدية سيتقدم لخطبتها والأمر ليس به أي تعقيد لقد انجذب لها ويشعر ببدأ حب يتغلغل لدواخله يريدها معه ويؤمن أنهما سيكونا ثنائي رائع .. ما المانع من التجربة لعل الأمر يصل لم أبعد من مجرد إنجذاب ومشاعر طفيفة ...
زفر أنفاسه بعمق وهو يراها أمامه بعد أن دقت الباب ودلفت .. ابتسم بتوتر لم يعش مثله يوما وهو يرحب بها .. جلست أمامه وبدأ ببعض الحديث عن العمل قبل أن يهتف
بصي يا دكتورة .. بصراحة أنا عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم .. هو المفروض مش ده المكان المناسب أبدا للموضوع الي عاوز أكلمك فيه .. بس أنا عارف إن مفيش فرصة نتقابل بره وإنك أكيد مش هتقبلي لو عرضت عليك نخرج وممكن تفهميني غلط فملقتش حل غير إني أكلمك هنا .
كلمات متسارعة مضطربة معظمها ليس لها أهمية ولكن لا بأس فالأمر يبدو هكذا يتخلله الإضطراب والتوتر والتعسف في بعض الكلمات وربما التفوه بكلمات أخرى متشابهه ..
عقدت حاجبيها بتعجب ورددت
تمام .. ليه كل التوتر ده يعني حضرتك تقدر تتكلم
من غير مقدمات ..
سحب نفس عميق لا يتذكر أنه أخرجه وهتف بإندفاع
أنا معجب بيك وعاوز أتجوزك ..
ومع انصدام ملامحها وصمتها وكأنها لم تستمع له أكمل بتوتر
ده طبعا لو موافقة ...
وللمرة الثانية لم يأخذ منها رد وهذا ما دفعه للتوضيح
دكتورة زينب أنا إنسان مبحبش اللف والدوران ولقيت نفسي منجذب ليك وحاسس بمشاعر ما ناحيتك وده الي خلاني بعد تفكير طبعا أقرر أتقدم ليك فحابب أعرف رأيك .. أو بمعنى أدق هل في موافقة مبدأيه
وأخيرا خرجت عن صمتها وهي تردد بذهول وملامحه ظهر الإندهاش عليها بوضوح
حضرتك عاوز تتجوزني أنا !!
ايوه اتجوزك أنت ..
رددها بابتسامة على ذهولها الواضح يبدو أنها لم تتوقع أبدا أن يعرض عليها الزواج ربما لم تفكر يوما أن علاقتهما يمكن أن تتخذ منحنى آخر غير مدير وموظفته ..
وعنها لم يكن إندهاشها سوى عدم تصديق .. هل قدر لها أن تحصل على ما تمنت دوما ما كانت أمنياتها أضغاث أحلام وكانت تهيئ ذاتها أن تودع إعجابها وتعلقها به في القريب العاجل ليضاف لقائمة المفقودات .. ولكن يبدو أن للقدر ترتيب آخر !!
جمعت شتات نفسها وهي تهتف بخجل فطري
يعني... حضرتك فاجئتني وأنا ..
قاطعها وهو يقول
أنا عارف إني فاجئتك ومش طالب منك رد دلوقتي أنا بس عاوز أعرف هل في أمل في الموضوع ولا لأ
وهل تخبره أنها موافقة بلا تردد بالطبع لا فلتحفظ ماء الوجه أولا وتأخذ وقت بالتفكير ثانيا فالأمر كان مجرد إعجاب ومشاعر بسيطة تجاهه أما الآن فقد أصبح في مرحلة الجدية وما يقرر لا رجعة فيه ..
يعني أنا محتاجه وقت أفكر .. مقدرش أديك رأي دلوقت .
تنهد بصبر رغم فضوله الشديد وتلهفه لمعرفة رأيها لكنه ابتسم وهو يردد
تمام .. خدي وقتك ..بس نقول 3 أيام كويس
أومأت برأسها بتوتر بالغ قاطعه صوت هاتفه فأجاب سريعا حين وجدها والدته ..
أنا جاي حالا ..
هتف بها منتفضا من مكانه يلتقط سترته ويجمع أشيائه في حين