الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه كامله بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 60 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


كان عبدالهادي شخصية قوية ولكن بطيبة حازمة ولكن مع حكمة واستطاعت منة بفطرتها السوية وحسن أخلاقها وبراءتها التلقائية اكتساب محبته 
كان يعاني من مرض السكر وارتفاع ضغط الډم وكثيرا ما كان يعاند في تناول الأطعمة الخاصة به وحدها منة من استطاع أن يجعله يتقبل هذا النوع من الطعام وكانت بالمقابل تقوم بعمل الحلوى له والتي كان يحب تناولها بشدة ولكن بطريقة آمنة لمرضى السكر فكانت تعتمد على سكر الفاكهة وبعض انواع من السكر الخاص لمرضى السكر كانت تبرع بعمل الاطعمة الخاصة به مكثا لدى عائلته اسبوعا كاملا بناءا على الحاح والده ولم يستطع سيف تمديد اقامته اكثر من ذلك ما زال يتذكر أول يوم لهما عندما استيقظ من نومه ولم يجدها بجواره ذهب للاغتسال من فوره وارتدى الثوب التقليدي الذي يرتديه اثناء مكوثه بالبلدة كان يهبط الدرج عندما سمع صدى ضحكتها الصافية فتتبع مصدر الصوت ليجدها جالسة في المطبخ بجوار والدته والتي كانت تضحك معها وهي تقوم بعجن الدقيق أمامها وكان هناك ايضا النساء اللاتي يخدمن عائلته منذ سنوات طويلة كانوا يطالعن سيدتهن وهي تعلم كنتها كيفية صنع خبزهم الشهير البتاو رفعت منة نظراتها لتفاجأ بسيف يقف مطالعا لها كان هناك لطخة من الطحين فوق وجنتها واخرى فوق جبينها لم تنتبه لها وقف سيف يطالعها وهو عاقد ساعديه أمامه هتفت بحبور

سيف صباح الخير التفتت والدته له وقالت وسط ابتسامة عريضة ملأت وجهها
صباح الخيرات يا ولدي 
اتجه سيف الى أمه مقبلا اياها على
راسها وظهر يدها وقال بابتسامة
صباح النور يا أم سيف 
ثم الټفت الى زوجته واتجه ناحيتها واحاط كتفيها بذراعه ومال مقبلا وجنتها قائلا بابتسامة
صباح الورد يا منة ومسح باصبعه اللطخة التي تلون وجنتها فاصطبغت وجنتا منة باللون الاحمر فيما ضحكت والدته قائلة
احتشم يا باشي مهندز جودامي كمان و قال سيف وهو يحتضن كتفي منة بذراعه بلكنته الصعيدية
به مرتي يا أماااي إتوحشتها جوووي جووووي وكزت منة سيف في خاصرته بينما صدحت ضحكات والدته التي قالت
ماشي يا عريس اتفضل انت بجه من إهنه واحنا هنحضر لك الفطور حالا 
نظرت منة الى سيف وقد تناست خجلها وقالت بلهفة بينما عينيها تمتلئان سعادة
انا اللي هحضر الفطار عمتي علمتني ازاي ألت وأعجن بصراحه انا نفسي من زمان أتعلم اللت والعجن وانهرده لتيت وعجنت 
لم يستطع سيف تمالك نفسه وصدحت ضحكته عاليا وقال
يا سلام لتيت وعجنت قصدك لعبت 
عبست منة في وجهه بطفولية بينما دافعت عنها والدته قائلة
لاه يا سيف يا ولدي ماليكش حج واصل حتى الحاج لما داج الخبز من تحت يدها جال انه مظبوط وكانها مش اول مرة تلت وتعجن 
نظرت اليه منة وقالت باغاظة
ربنا يخليه ليا بابا الحاج دايما رافع معنوياتي مش بيكسر مجاديفي زي ناس 
طالعها سيف بنظرة متوعدة بينما طرته والدته من المطبخ ضاحكة وهي تقول
ياللا يا باشي مهندز روح اجعد في البرانده على ما نحضر لك الفطور 
وانتهت أيام شهر العسل وعادا كلا من منة وسيف الى العمل كانا يذهبان سوية في الصباح وتعود منة بمفردها اذا تأخر سيف في العمل وكان الامر لا يخلو من بعض المشاحنات كأي زوجين حديثا العهد بالزواج ولكن حبهما كان يتغلب على أية خلافات 
كان قد مر 6 أشهر على زواجهم عندما بدأت منة تستشعر القلق لعدم حصول حمل كانا في زيارة خاطفة لعائلة سيف عندما سمعت والدته تحادثه بهذا الأمر صدفة وكان جواب سيف قاطعا في هذا الشأن أنهما لا يزالان في بداية حياتهما وأن هذا الأمر بيد الله هي لا تنكر أنها تحب حماتها والأخرى تبادلها المحبة ولكنها أولا وأخيرا أم وتريد رؤية أحفادها خاصة وأن سيف هو الولد الوحيد حتى كان ذات يوم 
عادت من يومها من العمل مبكرا دخل سيف المنزل وهو يناديها واغلق الباب خلفه توجه الى المطبخ فلاحظ ان السكون يسوده اتجه ناحية غرفة النوم وما ان اقترب حتى سمع صوت تأوهات تصدر من داخل اغرفة فتح الباب سريعا ونظر في ارجاء الغرفة ليجدها فارغة ثم لفت انتباهه ان الصوت صادر من الجمام الملحق بالغرفة اتجه من فوره اليه طرق الباب مناديا منة سمع صوت تأوهاتها نادى بالحاح قائلا
منة منة حبيبتي افتحي الباب انتظر ثوان مرت عليه وكأنها دهر قبل ان تفتح منة الباب لترتمي على صدره من فورها ليتلقفها سيف بين ذراعيه بهلع وقد هاله منظر شحوب وجهها الواضح وهتف
منة حبيبتي لتهوى فاقدة الوعي بين ذراعيه 
طمني يا دكتور عندها ايه سأل سيف الطبيب الذي هاتف أحمد لإحضاره ابتسم الطبيب المسن وقال وهو يناول سيف ورقة مكتوب عليها بعض الكتابات باللغة الانجليزية
أنا كتبت لها هنا بعض التحاليل علشان تعملها مش هقدر أوصف لها أي أدوية الا لما نتيجة التحاليل تطلع 
شعر احمد بقلق سيف وبادر بسؤال
 

59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 119 صفحات