الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه كامله بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 44 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


محطة وصول القطار تفاجئت منة بوجوده بعد أن تبادل السلام والتحية معهما قام بوضع حقيبتيهما في حقيبة سيارته ثم فتح الباب الأمامي لأم منة والتي قالت متطلعة الى منة بابتسامة
لا دا مكان مراتك هي اللي تقعد جنبك أنا هقعد ورا لتسارع منة بالركوب في الخلف وهى تقول
بقولك ايه يا ماما انت رجليكي وجعاكي اركبي يا ماما اركبي بلا مراتك حماتك هي اللي تقعد قودام ناظرة اليه بتحد جعله يكتم لعڼة كادت تفلت من بين شفتيه صعدت أم منة الى السيارة ونظرت الى سيف الذي يكاد يستشيط غيظا ولكن كبت غيظه بابتسامة مرسومة مزيفة وصعد هو الآخر الى مقعد السائق وانطلق سيف محركا السيارة باتجاه منزل منة 

لم تلتفت منة اليه طوال الطريق وكانت لا تشارك في الحديث الدائر بينه وبين والدتها الا اذا وجه أحدهما اليها سؤالا فقد تذرعت برغبتها بالنوم وألقت برأسها الى مسند المقعد خلفها مغمضة عينيها لترحل بالفعل في سبات عميق فهي لم تذق النوم بالأمس حيث خاصم النوم جفنيها وظلت ساهرة تفكر في حياتها المقبلة مع سيف وكيف تحد من غيرته الچنونية وحب التملك القوي لديه بينما طالعها سيف في مرآة السيارة الخلفية بنظرات متوعدة لتجاهلها له منذ مكالمتهما الهاتفية آخر مرة 
شعرت منة بشيء يداعب بشرتها الحليبية فأزاحته بيدها جانبا وهي تأفف من تلك الحشرة المزعجة التي أقلقت نومها ليعود ذاك الشيء لمضايقتها ثانية وبإلحاح مستفز رمشت منة بعينيها وهى تتذمر قائلة باعتراض واهن أضعف من مقاومة ذاك المتواجد بالقرب منها مطالعا إياها وكأنها الأميرة النائمة همست بصوت ضعيف
يوووه هش هش لتدغدغ أذنيها ضحكة رجولية خشنة فتحت منة عينيها دهشة ليقعا على عينين في لون الليل البهيم يطالعانها بشغف جعل الډم يسيل في أوردتها كالعسل الدافيء ولم تلبث أن انتبهت لتواجدها في سيارة سيف القابع امامها يداعبها بعينيه اعتدلت في جلستها ونظرت حولها قبل أن تستفسر وعيناها تفتشان هنا وهناك عن والدتها
ايه دا احنا وصلنا البيت ثم طالعته بإتهام يمور في عينيها اللوزتين وتابعت بلهجة لوم
ما صحتنيش ليه انتبهت الى المنديل الورقي الذي يحمله بيده فضيقت عينيها مواصلة هجومها
آه كان حلو انك تضايقني رايح جاي بالمنديل على وشي صح كان عجبك الموضوع مش كدا 
أجابها سيف وهو على وضعه المائل ناحيتها حيث كان نصف داخل السيارة والنصف الآخر خارجها فهو لم يستطع ايقاف نفسه وهو يراها تغط في سبات عميق فساعد والدتها على الصعود الى أعلى قائلا لها أنه سيلحق بها جالبا حقائبهما بعد أن يوقظ منة فانصرفت امها بهزة من رأسها مشددة عليه أنه سيتناول معهم طعام الغذاء 
أجاب سيف غامزا اياها بخبث
ما هو يا كدا يا اما كنت هصحيكي تمام زي الاميرة النائمة وعلشان احنا في الشارع ما عملتهاش أي نعم الشارع هادي ومحدش موجود دلوقتي لكن بردو دا بدل ما تشكريني انى طلعت محترم
وما انتهزتش الفرصة أجابت ساخرة بشكر مزيف
طاب يا سي محترم ممكن تبعد بقه علشان أنزل أجاب سيف ببراءة مزيفة
ما تنزلي هو انا حايشك ما انا بعيد أهو انا جيت جنبك ولا هي تلاكيك وخلاص مش فاهم أنا والله 
سكتت منة ناظرة اليه بنصف عين وهي ترغي وتزبد بداخلها ثم قالت بهدوء مصطنع من بين أسنانها المطبقة بقوة
هنزل بس ابعد انت بس شوية انا تخينة يا سيدي قلت ايه مش عارفة أنزل من النص شبر دامشيرة الى المساحة الضيقة التى لا تمرر عصفورا بجانبه أطلق سيف ضحكة عميقة وانتصب واقفا وهو يقول
ماشي يا منة هانم اتفضلي يا دبدوبة التخينة ما ان أفسح لها حتى خرجت مسرعة من السيارة واعتدلت أمامه واقفة قائلة بحنق
ولما أنا دبدوبة التخينة اتجوزتني ليه لم تترك له مجالا للرد وهمت بالسير لتلتف يده حول معصمها جاذب إياها لتقف أمامه ووجهه على بعد بوصات قليلة منها وأجاب ونظراته تشيع الفوضى في جميع حواسها
علشان بحبك فيكي تخينة بقه رفيعة طويلة قصيرة مش مهم المهم إنك منة حبيبتي وخلاص إضطربت من نظراته المغازلة وابهامه الذي يداعب ظهر يدها مثيرا فيها أحاسيس شتى وأجابت محاولة الهرب بنظراتها من أسر عينيه المشتعلتين
طيب ممكن بقه أمشي ماما اكيد مستغربة دلوقتي أحنا ليه ماحصلنهاش قال سيف بابتسامة جانبية وهو مستمر في مداعبته ليدها الناعمة كيد مولود صغير
لا مامتك عارفة ان ورانا مشوار هنعمله الأول على فكرة انا معزوم ع الغدا عندكم انهرده 
قطبت منة بحيرة سائلة
تشرف انما مشوار ايه وفين المشوار دا أجاب سيف وهو يبتعد عنها ليفتح باب السيارة الامامي داعيا اياها للجلوس بجواره
هتعرفي دلوقتي ممكن تدخلي بقه علشان نلحق مشوارنا انا انهرده واخده اليوم كله أجازة علشان نخلص المهمة دي 
انطلق سيف بالسيارة وبعد قليل أعادت منة سؤالها لسيف عن وجهتهما عندما أجابها بتلقائية
رايحين نشوف الشقة علشان ننزل نختار العفش
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 119 صفحات