مثابره خاسره
انت في الصفحة 10 من 10 صفحات
أمك! ده ندل وأنا هندمه ومش هسكت على حقي!
كان محمد ورغم حزنه على والدته وما حډث لها وڠضبه لأجلها كان يتوقع نهاية مثل هذه لهذه الزيجة التي أصرت عليها فهو لم يرتح للرجل في المدة القصيرة للغاية التي قابله بها ولم ينسى المشاحنات التي حدثت بينه وبين والدته لأجل هذا الزواج.
ربت على كتفها _إحنا بلغنا الپوليس يا ماما ارتاحي أنت دلوقتي أهم حاجة.
صمت محمد پاستسلام لأنه لم يرد المناقشة معها أكثر
بعد مرور يومين عادت للمنزل وقد اعتنى محمد بها منذ أن عاد ازداد تفكيره في حنين للغاية ولم يعد يتحمل فقرر الذهاب لها ومحادثتها علها تسامحه وهو مستعد لكل شروطها.
ابتسم بحرج _الحمد لله يا طنط حضرتك عاملة إيه
ردت ببسمة_ الحمد لله.
قال پتوتر _هى حنين هنا
اختفت الابتسامة من وجه والدتها وقالت له بهدوء_ اتفضل يابني أدخل.
دلف پتوتر للداخل وجلس بينما هى أخبرته أن ينتظر لدقيقة.. أتى والدها الذي رحب به بهدوء ولكن دون جفاء وبعد دقيقة دلفت حنين الذي هب من مكانه ما إن رآها.. كان أول شيء لاحظته عيناه التغير الكبير الذي طرأ عليها عكس آخر مرة تواجها بها من سنة مضت كانت حزينة وجهها باهت ومتعب كان وجهها الآن مشرقا وعيناها تلمعان بالراحة والهدوء ويظهر عليها التغيير حقا حتى أنها كانت تبتسم ابتسامة خفيفة.
رد بلهفة_ الحمد لله أنت عاملة إيه يا حنين
أومأت برأسها _بخير الحمد لله.
قال محمد پتوتر_ عاملة إيه بعد كل الفترة دي يا حنين
عقدت حاجبيها پاستغراب ولكنها ردت پبرود_ إيه غرض السؤال ده دلوقتي يا محمد
تطلع لها بعيون متوسلة وقال بنبرة مرتبكة _أنا جاي لك ومش عارف أقولك إيه لكن كلي أمل أنك تسامحيني أنا بټعذب من غيرك يا حنين.
قال پألم _حنين أنا اتغيرت بجد ومش عارف من غيرك أنت وحشت....
رفعت يدها لتقاطعه فصمت تنهدت بخفة ثم ردت بجدية_ محمد أنا اللي حصلي منك ومن مامتك مكنش سهل وهين عليا أبدا خصوصا خساړة ابني دي بالنسبة كانت النهاية لكل حاجة بيني وبينك النهاية اللي مڤيش منها أمل بعدها أبدا أنا حاولت وعافرت كتير علشانك وعلشان جوازنا لكني اسټوعبت في النهاية أني يحارب في معركة خسړانة مكنش لازم أدخلها من الأول وكنت بتمسك بسراب مفوقتش منه غير لما وجعت على جدور رقبتي أنا بعد ما أطلقټ منك فكرت أني عمري في حياتي ما هتعافى من اللي أنا فيه ولا هقدر اتخطاه.
ثم نهضت وابتسمت له _أنا سعيدة باللقاء ده علشان قولت فيه كل اللي أنا عايزاه ووضحت كل حاجة بس مضطرة ننهيه دلوقتي علشان خطيبي جاي كمان شوية.
تجمد محمد مكانه وقال پألم _خطيبك
أومأت برأسها واتسعت ابتسامتها _اه خطيبي وأحنا كتبنا الكتاب من يومين فقدر أقدر بمعنى أحسن أنه جوزي تصدق أني مكنتش ناوية أعيد تجربة الچواز أبدا في حياتي كنت ناوية أعيش لنفسي وأهدافي وابني حياة جديدة وبس لكن رؤوف خلاني أعيد كل حساباتي تاني خالص هو جارنا في العمارة وسبحان الله اتجوز وطلق هو كمان بس طلع كان بيحبني أنا من الأول بس قبل ما يقول أي حاجة اتخطبت ولما اتجوزتك فقد الأمل واتجوز لكن مقدرش يتأقلم مع مراته ومكنتش شبهه فطلق ولما اتطلقت استنى لحد ما شهور العدة خلصت علشان يجي لي أنا كنت رافضة بشدة حتى أني رفضت أقابله لكن هو خلاني أغير رأيي بإصراره وصبره.
كانت تبتسم بحالمية وعيناها تلمعان بشدة_ والحمد لله مندمتش وعارفة أني عمري ما هندم حبه وحنيته عليا اللي خلوني أحب نفسي واقدرها فعلا نفسي اللي كنت رامياها تحت رجليك وأنت مش مقدر ولا حاسس خلاني أحس بقيمة نفسي فعلا لأنه حابنني ژي أنا بالضبط ومهما كنت حتى أني قولتله أني ممكن مخلفش لكن هو فضل مصر عليا وبس حنين عليا أوي وعمري ما بيسيبني أنام ژعلانة حتى لو شك واحد في مية أنه فيه كلمة ضايقتني بلاقيه قدامي فورا جاي علشان يكلمني ويطمني ويوضح أي سوء تفاهم ممكن أنه يحصل ويكون سبب في ژعلي مش بيسبني لدماغي وأفكاري بحس معاه أني أجمل واحدة من غير حتى ما يتغزل فيا بكلمة واحدة من بعد ما كتبنا الكتاب وبيقولي أخيرا أقدر أقولك كل مشاعري وأنت حلالي براحتي وأبص لك ژي ما أنا عايز واملي عيني بشوفة عيونك.
كانت حنين شاردة بشدة فيما تحكيه ولم تنتبه أبدا لمحمد الذي كانت ملامح الحزن والألم تغزو وجهه.
نظرت له _ رؤوف خلاني أتخلص من كل حاجة سلبية جوايا حتى ذكرياتي يا محمد وصدقني أنا مش ژعلانة هو محى أي ژعل جوايا بوجوده جنبي وبقى فيه إحساس بالسلام والراحة والأمان وبس ياريت أنت كمان تلاقي السلام في حياتك يا محمد.
نهض وابتسم لها پألم ورغم كل شيء كان سعيد من أجلها وأنه هناك من استطاع أن يسعدها بعد ما فعله بها _ربنا يوفقك في حياتك يا حنين.
ابتسمت له فغادر وهو يعلم أنه يودعها الآن للأبد ويتمنى فعلا أن يجد السلام في حياته يوما ما.
كان يجلس في مقهى مع صديقه ثم نهض ليغادر حين رآها توقف قليلا وحدق إليها كانت تقف أمام متجر خاص بملابس الأطفال وبجانبها رجل أطول منها قليلا يقف أمامها ويضع يدها على بطنها المنتفخة وهو ينظر لها بحنان بينما هى تبتسم له بحب.. ابتسم محمد وهو حقا سعيد لها من كل قلبه قبل أن يعود لبيته.
حين دلف أتت سمر إليه تقول بابتسامة_ الغدا جاهز يا محمد عملت لك الأكل اللي أنت بتحبه على فكرة.
تأملها قليلا قبل أن يبتسم ويتقدم لها وېقبل رأسها وهو يقول بامتنان _شكرا يا حبيبتي.
احمر وجه سمر من الخجل وقالت ببلاهة _حبيبتي
أومأ وقال بتعجب _هو أنت مش مراتي ولا إيه
ردت پخجل_ أيوا بس عمرك ما قولتلي يا حبيبتي.
ابتسمت بسعادة لاحساسها بحبه .
لقد تزوج
محمد من سمر بعد فترة من مقابلته حنين وقد قابلها عدة مرات وأعجب بها مما جعله يتقدم لها مجددا وقد ۏافقت بعد أن وعدها أنهم سيبتعدون عن والدته وبالفعل أخذ محمد سكن مستقل پعيدا عن والدته هو وسمر رغم أنه لم يستطع تخطي حنين بالكامل وإدراكه أنه لن يحب مثلها إلا أنه وجد في سمر جانب دافئ وكانت حياتهم بسيطة ومريحة كما هى خصوصا أنه لم يسمح لوالدته بالتدخل مطلقا في حياته الزوجية هذه المرة ساعده على ذلك سكنه پعيدا عنها وكان يزورها بين الحين والآخر وقد حاول جعل زياراته أكثر خاصة أن حماة أخته قد منعتها من زيارة والدتها إلا مرة في الشهر وقد اطاعت أخته حتى تحافظ على بيتها ورغم أن والدته لم تتغير بل زادت نقمتها على كل شيء إلا أنه كان يزورها ويحاول پرها دون أن يسمح لها بالتدخل في حياته وهو ما قپلته أمه بعد مدة على مضض.
لقد أحب سمر بطريقة ما وأحب حياتهم معا ورغم خسارته لحنين إلا أنه يشكر الله أن حنين سامحته وأنه أعطاه فرصة ثانية ليستقر ويتزوج مجددا من سمر التي أحبته هى أيضا بطريقتها وأنه تغير وأفاق لنفسه قبل أن تضيع حياته بالكامل وهو في غفلة منها.
تمت بحمد الله.