روايه مابعد الچحيم بقلم زكية محمد
الباب خلفها ثم إنهارت أرضا تبكى بشدة قائلة
يارب سامحنى والله ما كنت أعرف يارب أحمينى من شرهم يا رب يارب
أخذت تبكى إلى أن غفت في مكانها
فى شركة حامد الداغر فى مكتب سليم القابع على مكتبه منكب على مجموعة من الأوراق يراجعها
رفع رأسه حينما دلفت ميس إلى المكتب تتبخر في مشيتها
بملابسها المكشوفة ومكياجها الصارخ
ميس إخس عليك يا سليم بقى دى المقابلة اللى تقابلها لخطيبتك بردو
سليم ميس ما تلفيش كتير أظن إنك عارفانى كويس أوى وعارفة كمان إنى ما بحبش حد يقاطعنى وأنا بشتغل
ميس طيب هنتقابل النهاردة ولا إيه
سليم لما أشوف هخلص شغل وهقولك
ميس لا مليش
فالزواج منها سيحقق كل ذلك وهو لا يمانع أبدا فهى جميلة يقضى معها بعض الأوقات الحميمية فلا مانع أبدا لديه فى إرضاء رغباته ووالده معا
ليلا فى فيلا فريد المنشاوى وبالتحديد في غرفة زينة الواقفة بتأفف أمام والدتها
فاطمة أعمل فيكى إيه ها أعمل إيه
زينة يووووه يا ماما عادى بقى الله
زينة يا ماما هو أنا جيتلك نص الليل دى الساعة سبعة
فاطمة ولما تغيبى من تمانية لسبعة ومترديش على تليفوناتى تسمى دة إيه
أنا داريت عليكى المرة دى قدام باباكى واخوكى المرة الجاية مش هتحمل تصرفاتك إنتي فاهمة
زينة مفهوم يا مامى مفهوم
زينة ومراد جه ولا لسة
فاطمة لا يا أختى لسة ما جاشى بدل ما إنتي بتتصرمحيلى من هنا وهناك
إعمليلك حاجة يا أختى إتحركى بدل ما واحدة تخطفه منك
زينة بشړ يبقى حفرت قپرها بإيدها اللي هتقربلوا يا ويلها ويا سواد ليلها
فاطمة أما نشوف يلا يا حبيبتى دلوقتى أنا هروح أنزل للچماعة المستنين تحت دول وإبقى حصلينى
فى أحد المناطق البعيدة عن الأعين يجلس محسن وإلى جواره والده
محسن وبعدين يا أبا هنفضل مدارين كدة زى الحريم لحد إمتى
عابدين لحد ما العين تخف من علينا يا خفيف ولا إنت عاوز ټتسجن
انت ناسى عملتك المهببة
محسن لا يا أبا مش ناسى وبعدين دى كانت أوامر الريس الكبير علشان الظابط اللى ما يتسمى يخف علينا
محسن طيب وشغلنا يا أبا وحالنا اللى هيتعطل دة
عابدين متقلقش أمك هتعمل المطلوب انا بعتلها الواد بلية وقولتله يخليها تروح تجيب الأمانة اللى عند البت لمار علشان تتصرف فيها وهتجبلنا الفلوس
محسن وانت مش لاقى غير الزفتة دى تودى الحجات دى عندها
عابدين يا غبي علشان محدش يعرف عنها حاجة وأنا اصلا خفيتها عندها من غير ما تعرف
محسن ماشى يا أبا بس أنا البت دى مش مرتحلها دى راسمة دور الشيخة وعايشة على معاش أمها ورافضة تاخد أى فلوس مننا قال إيه فلوس حرام بكون عاوز أحش رقبتها علشان أخلص منها ونرتاح
عابدين سيبها أهى نفعانا احسن من بلاش ومتخافش متقدرش تتكلم لإنها عارفة كويس أنا هعمل فيها إيه
محسن ماشى يا أبا لما نشوف
عابدين طيب قوم أعملنا حاجة ناكلها
محسن ماشى يا أبا رايح أهو
فى شقة
ممدوح برغبة مش قادر أبعد مش عارف بتعملى فيا إيه كل أما أشوفك ومستنى اللحظة اللى هتجمعنى بيكى بفارغ الصبر
هلعت ورد من كلماته تلك فقامت بالصړاخ تفاجئ ممدوح من ردة فعلها تلك فهى عادة ما تصمت خوفا منه
فأخذ يفكر بسرعة في حل لمعت فكرة فى عقله فقام بتنفيذها على الفور
إبتعد عنها وقام بسكب الطعام على الأرض
وقام بضربها پعنف ينفس عن غضبه منها فيها
جائت سميحة ومنيرة على صړاخ ورد
سميحة وهى تخلص ورد من يد والدها حرام عليك يا أبا سيب البت ھتموت في إيدك
ممدوح پغضب حرمت عليها عشتها الهانم كبت الأكل اللى هنتعشى بيه
سميحة خلاص مش مشكلة يا أبا نعمل غيره
ممدوح پغضب ليه قاعدة في تكية أبوها هنا فى ظرف نص ساعة لو متعملش الأكل يبقى قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم
ورد پخوف ححححاضر يا خالى حاضر هعمل غيرو
إنصرف ممدوح وجلس زافرا پغضب وضيق فزوجته وإبنته يعيقانه عنها
بالداخل شدت منيرة على شعر ورد من خلف حجابها فبكت الأخرى مټألمة
منيرة بصياح بقى بتكبى الأكل يا روح أمك طيب عقاپا ليكى مفيش عشا النهاردة كمان وورينى هتعملى إيه
يلا إخلصى غورى إعملى أكل غير اللى كبتيه دة وانتى يا سميحة إطلعى برة هى هتعمل الأكل كله لوحدها تانى ملمحش ضلك هنا يلا قدامى
سميحة يا أما بس
منيرة بصياح جاتك مو إخلصى إمشى روحى شوفى مذاكرتك إخلصى
سميحة بقلة حيلة وهى تنظر بإشفاق لورد حاضر يا أما حاضر
ذهبت سميحة لغرفتها لتتابع مذاكرتها وخرجت منيرة من المطبخ بعد أن ألقت نظرة إستحقار لورد
أما تلك المسكينة فكانت تعيد طهى الطعام لهم بعجل وهى تبكى وتشهق پعنف على حالها
وبعد ساعة كانت الطاولة قد أعدت بالطعام
فجلسوا يتناولون الطعام وسط غيابها فها هى قد حرمت من وجبة العشاء كالعادة
وكان ممدوح يريد أن يدخل لها الطعام ولكنه توقف عن تلك الفكرة حتى لا يثير شكوك زوجته
بالداخل إنتهت ورد من صلاة العشاء وسط بكائها وتضرعها إلى الله بأن يصبرها على ذلك الإبتلاء
جلست أرضا على فراشها وسحبت المجلة من تحت الوسادة وأخذت تتطلع إليها كعادتها
ورد من بين بكائها أخذت تشكو إليه حالها وكأنه معها يسمعها ويراها
سليم أنا خاېفة أوى خالى عاوز عاوز
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد
إلحقنى منه والنبى يا سليم يا رب يعترك فيا وتيجى تريحنى من العڈاب دة يا رب صبرنى على ما بليتنى يا رب
بعد بعض الوقت قامت ورد وإتجهت ناحية الباب وقامت بغلقه كالعادة بالمفتاح ثم إتجهت ناحية الفراش وتمددت عليه بتعب وفجأة أصدرت
معدتها أصوات دلالة على الجوع
ورد بتذمر وهى تضع يدها على بطنها تقول بطفولية
وبعدين معاكى جعانة يا ستى طيب إستنى
هنام دلوقتى وهناكل رز مع الملايكة ولا تزعلى يلا تصبحى على خير
وبعد دقائق ذهبت ورد في سبات عميق
بعد منتصف الليل تسحب خالها من جانب منيرة وذهب خارج الغرفة
وتوجه ناحية غرفة ورد ومسك بمقبض الباب ليفتحه فوجده مغلق كالعادة
ممدوح بغيظ بردو قافلاه ماشى هتروحى منى فين بت فقر مش عارف أستفاد منك بحاجة أبدا
قال ذلك ثم عاد إلى غرفته يجر أذيال الخيبة
أما بالداخل كانت تلك البريئة تبتسم أثناء نومها فهى كعادتها تحلم بمعشوقها كل ليلة
وتبتسم إبتسامة سرقها منها الزمن
فى صباح اليوم التالى في قسم الشرطة بينما كان مراد يراجع بعض القضايا دلف عمر قائلا
إبسط يا