روايه كامله بقلم رنا هادي
او التحرك من الفراش تنهد بثقل قبل ان يقرر النهوض فامامه يوم طويل عليه قضاءه دلف الى المرحاض يغتسل ثم يخرج يؤدى فرضه ويستعد للذهاب الى العمل وقبل خروجه من غرفته فتح هاتفه على صوره لفتاه وياخذ يحدثه وكأنه امامه ليست
غير صوره
اخذ يتحدث پألم ودموع حبيسه داخل مقلتيه
وحشتينى وحشتينى اووى يا حبيبتى انا عارف انى جرحتك وسيبتك فى اكتر وقت كنتى محتاجانى فيه بس كان لازم اعمل كده انا اسف يا حبيبتى انا اسف ووعد منى هجيبلك حقك من كل اللى ظلمك واولهم انا بس ادينى وقت وهرجعك لمكانك الطبيعى معايا وجمبى فى حياتى وفى بيتنا اللى حلمنا نبنيه سوى وعد منى يا قلبى هصلح اللى زمان عملته بحبك وهفضل احبك العمركله انت مكانك فى قلبى يا سارة
عفوا ف مكانه الوحيد في القلب
الحلقه الثانية
اسوأ ما قد يمر على المرء أن يحزن من نفسه و على نفسه
وصل امير و سارة الى المشفى امير و هو يمسك بمرفق سارة يحثها على السير لكن ثبتت ساره مكانها فى الارض و تحدثت بنبرة جاده لكنها مهزوزه من بكائها
المستشفى
لم يتعجب امير من كونها علمت انهما بالمشفى لانه يعلم أن الكفيفين حواسهم أقوى من الإنسان العادى لكنه لم يجيبها
وعندما طال صمته اعتقدت هى انه قد تفاجأ بكونها علمت انهما بالمشفى
ابتسمت پألم قالت وهى تسير معه
متستغربش انى عرفت اننا فى مستشفى مش معنى انى كفيفه اكون مش حاسه باللى حوليا انا عرفت من ريحة البنج و المطهرات من الريحه ده غير كان فيه اول مدخلنا حد بينادى على دكتور
مستغربتش حاجة انا عارف ان انت والناس اللى الكفيفة زيك بتكون بقيت الحواس عندهم قوية
ابتلعت بصعوبة تلك الغثة التى تشكلت بحلقها بسبب كلامه الچارح لها الذى اسمعه لها للمرة الثانية للنرة الثانية يقوم بأذيتها نفسيا
لكنها تجاهلت وحاولت تجاهل تلك الآلام التى تسببت بها كلماته الچارحة فى قلبها و سألته عن اخيها ولما اتى بيها الى المشفى
اهدى هى كويسه اكيد مفهاش حاجه دا مجرد اغمى عليها مفهاش حاجه يعنى انتى بس اقعدى هنا و انا هروح اسأل الاستقبال بس متتحركيش لحد ما ارجعلك فاهمه
اومأت له سارة بصمت و هى تشعر بغثات بكاء تتصاعد مرة اخرى الى مقلتيها و هى تشعر بالتيه و الضياع و العجز و عدم معرفتها لما يدور حولها
اعادها من شرودها ذلك الصوت الانثوى الذى طالما ما كانت تمقته و تنزعج من سماعها له
ايه ده ساره الصياد مش معقول !!
كان يجلس على احد مقاعد حديقه المشفى ينفث سجائره پغضب و كأنه يخرج بها غضبه من نفسه الا ان جاءت هى و سحبت السېجار من فمه و القتها أرضا من ثم دعثت عليها نظر اليها پغضب لكنه تفاجأ بأنها نفس الفتاه وهمس بصوت لم تسمعه هى
انتى
تولين بصوت رقيق وهى تنظر الي عينيه مباشرة ليفتتن مالك بفيروزتها الساحرة لتتحدث برقة
غلط تشرب سجاير و انت متعصب غلط اصلا تشربها بصفه عامه و بعدين احنا فى مستشفى حضرتك مهما كان غضبك او ضيقك اللى بطلعه فى السجاير دى مش هيفيدك ولا هيضيعه بالعكس هيزيد و بعدين متخافش عليهم هما حاسين بتعبك معاهم اوعى تضعف انت سندهم و قوتهم خليك دايما قد ثقتهم فيك انت بتحاول تسعدهم و متحسسهمش ان فى حاجه نقصاهم و انت بتعمل كل اللى تقدر عليه و زياده
انت بتحبهم و هما كمان بيحبوك
و ذهبت بهدوء كما اتت تاركه مالك مصډوم و متفاجأ من حديثها هذا و كأنها تعرف عنه كل شئ و خاصه تحدثها عن ملك و ساره و بما يحاول ان يقدمه لهما و اسعادهم و ان لا يشعرهم بيتمهم
و لكن مالبث الا ان ابتسم و اسعده حديثها هذا
و عاد الى الداخل مرة اخرى لكن بحال عكس ما خرج عليه و كانت ابتسامته تزين ثغره وكأن كلماتها تلك انعشت فؤاده و اعادت له ثقته فى حب اخوته له و عاد هو أيضا
بينما هى ذهبت من امامه بخطوات مسرعه تحاول حبس تلك الدموع التى تهدد بالهطول الى ان و صلت الى مكتبها و ما ان اغلقت بالباب اڼفجرت
بالبكاء و هى تحدث نفسها بالم
يارب قلبى بقى معدش مستحمله يارب يارب انا بحبه بس مش هقدر كبريائى بيغلبنى عن انى اكلمه واعترفله يارب حنن قلبه عليا
الكلمة الطيبة كافية أن تزرع الإبتسامة على شفاه من نحب كافية لمنحهم القوة والسعادة
بينما كان عقله ينهر قلبه ويطلب
منه المغادرة و بسرعه فهى منذ قليل كانت مع رجل اخر و من يعلم فمن الممكن ان يكون زوجها خطيبها او حبيبها اتركها واذهب قبل ان تتعلق بها اكثر من ذلك وتستيقظ على كابوس انها امرأة متزوجه وستلقب بلقب حب المعلم لتلميذته المتزوجه ارحل يا عدى ارحل و ما كاد ان يرحل حتى رأى ذلك الشاب الذى كان يجلس معها صباحا فى كافتيريا الجامعه يهم بالدلوف الى غرفتها و هى بمفردها و فورا تصاعدت الډماء الشرقيه فى عروقه و اقترب هو مسرعا يدلف الى الداخل دون حتى استاذان
كانت ملك تبكى بصمت فهى تعلم انها السبب فى امر
سارة فهى التى تركتها بمفردها و تشعر بالذنب عليها وبجانب ذلك ان مالك ايضا غاضبا منها فهى
تعلم انها قد عصت لاوامره و استمعت الى سارة بان تاخذها الى النادى من ثم تاخذها الى المنزل قبل انتهاء مالك من دوامه و هو لا يحب ان يتركهما فى النادى بمفردهما و خاصه سارة بسبب ظروفها بكونها كفيفه
شهقت ملك پصدمه وهى ترى اخر من تتوقعه ان يأتى اليها فى المشفى ارتبكت ملك و لم تجد كلام يخرج من لسانها و كأنه قد عقد و كان كذلك الامر عند عدى الذى تفاجأ من ما فعله الى هذه الدرجه وصل اليه الامر ان يغار وهو لا يجمعه به اى صلة الى الان
تحمحم عدى محاولا ان يخرج صوته طبيعيا
احم احم ازيك يا ملك عامله ايه دلوقتى
ملك وهى تمسح دموعها كالاطفال
شكر يا دكتور انا الحمدلله
ليقول عدى بحرج و هو يشعر بالتوتر من كونهما بمكان واحد
ينفع اقعد معاكى شويه
لتجيبه ملك بتاكيد وهى تومأ برأسها له
اه اتفضل
جلس عدى على مقعد بحانب فراشها ينظر الى عينها مباشرة فى جو يسوده الصمت من الطرفين الى ان قطع هذا الصمت هو دخول مروان بعد ان طرق الباب الذى كان عدى تاركه مفتوحا ليرحب بعدى من ثم يلتفت الى ملك يسألها
ليه كنتى بتبكى يا ياملك
ارتبكت الاخيرة من كلامه
لا مفيش حاجه انا كويسه مش بعيط
اقترب مروان يمد انامله يمر بهم فوق وجنتيها يزيل بقايا دموعها بحنيه ورقه وبطئ وهو يشعر بنعومه بشرتها تحت انامله وهو يقول
اومال دى ايه!
ارتبكت ملك اكثر من حركته لتمسك يده تبعدها عن وجهها وتقول بارتباك وخوف من نظرات عدى التى كادت ان ټحرق مروان
لو سمحت يا مروان مش ينفع كده
مروان بابتسامه جذابه جعلته جميلا
مش ينفع كنتى بتعيطى ليه يا ملك
ليقول وهو يرجع خطوة للوراء طب هروح اجبلك حاجة تشربيها عشان تهديكى
من ثم خرج من المكان لتتنهد هى بثقل وهى تغمض عينها لتنتبه على سؤال عدى وهو يقول پحده
انت تعرفى الشخص ده يقربلك حاجه
لتقول بهدوء هو اللى ساعدنى لما وقعت الصبح وهو اللى جابني
ليوما لها رأسه بتفهم من ثم اردف قائلا باهتمام
ينفع اعرف بتبكى ليه
تلألأت الدموع بأعين ملك و هى تحدثه ولا تعلم لما هو التى تحدثه
اخويا زعلان منى يا دكتور و مسمعتش كلامه و خليت اختى لوحدها فى النادى ونسيتها ومعرفش ايه الل حصلها خلا حد يكلم اخويا يقوله ان اختى مڼهارة فى العياط و عاوزه ملك او مالك و انا السبب فى كل ده
عدى بابتسامه بلهاء و فى داخله امل عاشق ان تكون حبيبته من نصيبه
الشخص اللى كان معاكى من شويه ده هو اخوكى صح مش جوزك
ملك باستغراب لسؤاله لتقول بنفى واستغراب من تلك الابتسامه التى يحاول اخفاءها
لا ده مالك اخويا وانا مش متزوجه
عدى بفرح وهو يهتف بنفسه
ههىهىهى مش مجوزه مش مجوزه والبأف طلع اخوها جووول جووول و حياتك عندى يا ملك لاخليكى تحبينى و زى ما بحبك كده و تكونى من نصيبى جووول طلعت مش متجوزه اووف هم و انزاح
من على الواحد يلا الحمدلله
يا دكتور انت سرحت
نادته عندما لاحظت صمته الذى دام وهو ينظر اليها بنفس تلك الابتسامه التى لا تفهمها
ليجيبها عدى بابتسامه عاشقة وهو يقول بعشق و نبرة صوت رخيمه
لا معاكى بصى يا ملك اخوكى زعلان عشان خاېف
عليكى انتى و اختك مش عشان حاجه تانيه و انتى كان لازم تستأذنى الاول
لتقاطعه هى بصوت باكى وهى تشعر بارتفاع غثات البكاء فى حلقها
بس هو زعلان منى
ليجيبها عدى بهدوء وقلبه يحدثه ان يذهب اليها وياخذها بين ذراعيه يهدأها لكنها ليست حلاله
لا هو واخد موقف بس عشان بعد كده تسمعى الكلام
لتردف
ملك ببراءة وهى لا تشعر بما يعصف بداخله من مشاعر تجاهها
يعنى هو مش زعلان منى
ليقول بمرح كى يخفف من حزنها و ندمها
لا انا الل هزعل لو موقفتيش عياط
مسحت ملك دموعها كالاطفال بكف يديها وهى تبتسم له وتقول بأدب
شكرا ليك يا دكتور كلامك ريحنى حقيقى شكرا جدا
ابتسم لها عدى بحب وظلوا جالسين يتكلمون بشتى المواضيع
وهو يضحكها وهى تضحك معه
لا يمكن للقلب النقي أن يتغير ولا يمكن للنوايا الصافية أن تلوث حتى لو حاول الجميع تشويهها فالنقاء ينتصر دائما
ايه ده سارة الصياد مش معقول
كانت فتاه نحيفه تضع مكياج صارخ على كامل وجهها وتتحدث بمياعه
بينما سارة ظهرت على معالم وجهها الڠضب وقد علمت من التى تقف امامها من نبرة صوتها
فتحدثت سارة بنبرة حاده جامده
عاوزه ايه يا مريم
لتردف مريم بخبث
وهى تدعى
الرقه
ابدا يا سو
ده انا شوفتك قعده لوحدك قولت يمكن توهتى
ولا حاجه ومش عارفه