قصه قصيره بقلم زينب الدويني
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
كنت نايم لما جالي تليفون الساعة 1 بليل من رقم غريب فرديت وسمعت صوت واحدة بتقولي
يا رامي باشا اللي بيحصل فيا أنا وعيالي ده حرام أنت لازم تجيلي دلوقتي.
من صوتها عرفت إنها حسيبة حارسة المقبر القريبة من بيتي فقولتلها
مالك في إيه وبعدين أجيلك فين الوقت متأخر.
صړخت
منة بنت عمك من وقت ما ادفنت عندي والمقبر مقلوبة ومافيش حاجة على بعضها.
أصوات صړاخ بليل خيالات بتجري في كل حتة أطياف بتخبط عليا باب أوضتي أجسام بتتحرك تحت سريري ومبقناش عارفين نعيش لازم تجيلي وإلا هيكون في تصرف تاني.
قفلت التليفوني في وشي طلبتها كتير مردتش فاضطريت ألبس هدومي ونزلت واتمشيت للمقاپر الشوارع كانت فاضية ومليانة كلاب ضالة. وصلت للمقاپر بعد عشر دقائق ولاقيت حسيبة وقفالي على البوابة كانت ست أربعينية وملامحها جميلة وعينيها قوية ومخيفة ولابسة جلابية سودة ولفة شعرها بطرحة وماسكة حديدة قولتلها
يا باشا بلا عشرة بلا نيلة أنا ست وحيدة وبربي تلات عيال وجوزي مېت ومعنديش راجل يحميني.
فهميني إيه اللي بيحصل.
مافيش وقت أنت تيجي معايا دلوقتي.
شدتني من إيدي ومشينا في طريق طويل وضيق وكان كله رملة وحصى والدنيا كانت ضلمة وحسيبة منورة بكشاف كبير ووصلنا لحد القپر بتاع منة بنت عمي رحمة الله عليها ماټت في عز شبابها كان عندها سړطان في المخ وبتتعالج منه بقالها فترة وتوفت وډفناها هنا من يومين بالظبط... ولاقيت حسيبة بتشاورلي على قپرها وبتقولي
عايزه ننزلها القپر مثلا
لا يا باشا أنت اللي هتنزلها وهستناك هنا.
قلبي ضرباته زادت وجسمي رغم البرد بدأ يعرق وعيني برقت فلاقيتها قالتلي
قسما بربي لو منزلتش وفهمتلي اللي بيحصل لأرميلكم الججثة في الشارع.
مش هنزل لوحدي ده شرطي.
حسيبة فكرت شوية وهزت راسها وقبل ما ننزل بصيت حواليا شوفت حاجة غريبة جدا شوفت حسيبة واقفة
افتح بقها ليكون حد دسلها عمل ولا نيلة قبل ما ټدفن.
شديد لأن دكتور تشريح وعارف يعني إيه احترام الچثث بعد ما خلصت تدوير رجعت الكفن على وشها ولفيت بجسمي وبصيت لحسيبة لاقيتها واقعة عند السلالم والكشاف بعيد عنها وبتنهج ومړعوپة وبتشاور ورايا بصيت بسرعة لاقيت منة واقفة بالكفن في وشي
وعينها مفتحة كأنها عايشة وراحت لحسيبة