السبت 30 نوفمبر 2024

روايه كامله بقلم مني لطفي

انت في الصفحة 18 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


هاتفا
ايش معنى انا اللي مصرة على التكلف معاه في الكلام 
اندهشت منة وقالت بارتباك خفيف
أفندم 
مال سيف بجذعه باتجاهها وقال بجدية ناظرا الى عمق عينيها اللوزتين
بقول ليه انا اللي مصرة تحطي حاجز بيننا
ليه مش عاوزة تشيلي الرسميات مع العلم انك بتتصرفي عكس كدا مع الكل
ضحكت منة ضحكة خفيفة مضطربة وقالت وهى تحاول الهروب من حصار عينيه اللتان تثيران فيها مشاعر تختبرها لأول مرة

وانا أظن سبق وقلت لك سبب انى بكلمك بالاسلوب الرسمي دا انا مش شايفه فيها حاجه بصراحه تخليك بالحدة دي انت مديري واكبر مني ب 8 سنين وبعدين عادي يعني فين المشكلة
أجاب سيف بحزم وهو يطالعها بنظرات قوية جعلت عيناها اسيرة شعاع عينيه الذي جعل خافقها يضرب بين جنبات صدرها بقوة حتى غدا كالعصفور الحبيس
المشكلة انه مينفعش واحده تقول يا باش مهندس وتتكلم رسمي اوي كدا مع الشخص اللي هيكون جوزها 
فغرت منة فاها دهشة وفتحت عينيها على وسعهما وهى تكرر كالبلهاء
ايه جوزها ثم عبست متسائلة
جوز مين 
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة مجيبا
هو فيه حد غيرنا هنا 
نظرت اليه منة مصعوقة من اجابته بينما كان يلوم نفسه فهو لم يكن من ضمن خططه مفاتحتها بأمر ارتباطهما بهذا الشكل ولكنها هي من تثير أسوأ ما فيه زفر بعمق واغلق عينيه لثوان ثم فتحهما ناظرا اليها بقوة وقد قرر طرق الحديد وهو ساخن فدائما كان مبدأه الوصول الى هدفه بأقصر الطرق وفي رأيه الاسلوب المباشر هو الحل الأمثل فهو لا يستسيغ المحاورة والمداورة في الكلام وجه اليها الكلام متحدثا بجدية بينما تطالعه هي بذهول بالغ وكأنها أمام كائن خرافي
بصي يا منة المعروف ان أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم صمت قليلا ليتابع ناظرا بعمق الى بحر عينيها الذي يموج بانفعالات شتى الآن
منة انا عاوز أتجوزك رأيك ايه نظرت اليه منة وكأنها لا تفقه ما يقول وسرعان ما ترجم عقلها العبارات التى سمعتها أذنيها ووجدت نفسها تردد كالبغبغاء
نعم تت ايهتتجوزني أومأ برأسه ايجابا وقد برقت عيناه بعزم لا ينضب وقال بنبرة لا تحتمل المزاح
أيوة وأحب أعرفك انى مش هقبل كلمة لأ 
نظرت اليه بسكون تام وعلامات الذهول وعدم التصديق ترتسم على وجهها بوضوح بينما يعمل عقلها بكامل طاقته مفتشا عن اجابة لسؤال يراودها
ترى هل هذه المزهرية المصنوعة من مادة البورسلين جيدة الصنع حقا أم أنها وعند أبسط احتكاك ستتكسر الى قطع صغيرة فهناك هاجس يلح عليها باختبار اناء الورود هذا على أم رأسه أو ربما شيء آخر كأن تصرخ الآن متهمة اياه بمحاولة التعدي عليها قطبت متسائلة في صمت
ترى أيهما الوسيلة المثلى للرد على هذا المچنون ولكن مهلا أليس كلامه في حد ذاته بل وتهديده الصريح برفضه لسماع أي رأي آخر خلاف موافقتها يعد ضړبا من الجنون إذن فلن يلومها أحد أن اختبرت أيا من الحلين فالأمر كله جنون في جنون 
الحلقة الرابعة
نظر سيف اليها مندهشا من هدوءها الملحوظ قطب قليلا ثم تحدث بتساؤل محاولا اخفاء قلقه من الإجابة وقد رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه المظللتين بلحيته الخفيفة
ايه يا منة يا ترى سكوتك دا استغراب ولا مش مصدقة ولا وغمزها بمكر متابعا
السكوت علامة الرضا 
طالعته منة ببرود
بصراحه كل اللي انت قلته دا 
ما ان همت اساريره بالانفراج فمعنى ذلك انها موافقة أو لم يقل السكوت علامة الرضا ولكن قبل ان تفترش ابتسامة واسعه وجهه الرجولي الجذاب سمعها تقول ببرود ثلجي
ما عدا وشهرت سبابتها أمامه متابعة بثقة
السكوت علامة الرضا عموما انا مش هأخر الرد عليك نوووو 
عبس سيف وقال باستهجان
إيه إيه نووو دي إن شاء الله 
منة وهى تحرك كتفيها بتلقائية
يعني لأ انت مش قلت انك مش هتقبل كلمة لأ تابعت ببراءة مزيفة
وأنا ما يرضنيش انى أقول حاجه انت رافضها مهما كان انت مديري ولازم أسمع كلامك علشان كدا ردي نووووو 
سيف باستنكار تام وعبوس
وأنا كمان نوووو 
قالت منة بحبور
ممتاز يبقى فين المشكلة طالما أنا ونووو وإنت نوووو يبقى خلاص متفقين ما فيش حد هنا ييس 
تحدث سيف وقد كان على أوشك أن يقتلع شعر رأسه غيظا
منة متستفزنيش وانا هرفض ليه وانا اللي متقدم لك 
نظرت اليه منة ببرود وقالت منفعلة پغضب مكتوم
مين اللي مستفز فينا يا باش مهندس هو مشروع شغل عاوزنا نعمله سوا انت مش شايف طريقتك انت بتديني أوردر وعاوزني أنفذه لم تنتظر سماع اجابته وهبت واقفة من مكانها ونظرت اليه متابعة
للأسف يا باش مهندس طلبك مش عندنا عن إذنك 
سارت بضعة خطوات باتجاه الباب قبل ان يوقفها صوته آمرا
إستني تسمرت قديمها في الأرض رافضة الحركة بينما شعرت به يقترب منها حتى وقف خلفها تماما ثم زفر عميقا قبل ان يقول في محاولة منه لامتصاص ڠضبها
يمكن يكون خانني التعبير بس اللي كان قصدي تعرفيه كويس إني مصمم على
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 119 صفحات